حباً الله بلادنا طبيعة ساحرة منوعة ما بين ألوان الجبال والبادية والسهول، ولعل أجمل ما فيها التنوع الجميل في الغابات التي تعد في بعض مناطقهاغابة فريدة من حيث تنوع الأشجار، ومنها الغار الذي يعد ثروة مهمة لم تكن موضع اهتمام كبير من قبل الجهات المعنية، حتى جاء قرارها السماح بتصدير ورق الغار، فكانت الكارثة التي حلت بهذه الشجرة النبيلة والجميلة
صحيح أن ثمة من كان يعمل ويستثمر في هذه الشجرة من حيثث قطف ثمارها التي تشبه الزيتون والعمل على استخراج زيتها الجميل، ويحرص من يعمل في هذا المجال على أن يهتم بها ويتابع نموها، ويحميها من القطع الجائر، وحتى في موسم التحطيب الجائر ظل من يبتعد عنها حرصاً عليها إلى أن كان قرار السماح بتصدير ورقها، صحيح أن الأمر فيه فائدة اقتصادية وربما دخل جيد من القطع الأجنبي الذي نحتاجه، ولكن الجشع في الحصول على أكبر كمية ممكنة من الورق جعلت الكثيرين من ضعاف النفوس لايكتفون بقطف أوراق الأغصان القريبة من الأرض، بل عمدوا إلى قطع الشجرة كاملة، لقد خسرنا آلاف الأشجار بهذا السلوك الأرعن الذي لم يراع نعمة ما وهبتنا إياه الطبيعة.
نحتاج اليوم قبل أي وقت لإعادة النظر بقرار التصدير والعمل على غرس المزيد من هذه الشجرة تعويضاً عما خسرناه، لقد أسأنا التعامل مع كل مكونات غاباتنا، ولاسيما شجرة الغار التي تكلل رؤوس المنتصرين، وحسب الأسطورة فإن الإروديت كانت تهرب من عدو يطاردها كاد العدو أن يمسك بها، توسلت إلى الآلهة فحولتها إلى شجرة غار، ووضعت على رأس كل منتصر أكليلاً من ورقها الأخضر.
وكم هو رائع قول نديم محمد بمن لايعرف قيمة هذه الشجرة وتاجها
يا دائس الغار في غلواء سكرته ماذا تركت لتاجك المهزوم ؟.
السابق