الثورة _ عبير علي:
“من عمل بيده فهو عامل.. ومن عمل بيده وعقله فهو صانع.. ومن عمل بيده وعقله وقلبه فهو فنان”، هو وصف ينطبق على الفنان المبدع وشيخ الكار وصانع ألة العود فراس السلكا، خاصة بعد أن كسر ولأول مرة في التاريخ حاجز الزخرفة التقليدية لألة العود، بعد وضعه على قائمة التراث الثقافي العالمي، بصناعة عود محفور يدوياً بشكل كامل، وبأسلوب ممتع ومميز يدل على إبداع ومهارة الحرفي السوري.
وتعتبر القيمة المعنوية لهذا العود، أكبر بكثير من قيمته الجمالية، لأن العود السوري بعد وضعه على قائمة التراث اللامادي، وصل به السوريون إلى مرحلة لا يمكن بعدها تطويره، لا من ناحية الصوت ولا الشكل ولا الزركشة، بعد أن استخدموا كل المواد الطبيعية، من الصدف والعظم والموزاييك في زركشته.
وفي حديث لصحيفة الثورة، أشار السلكا إلى أن العود هو صناعة سورية بامتياز، ابتداءً من المادة الأولية خشب الجوز “المسمى خشب الجوز الغوطاني” نسبة لغوطة دمشق، وحتى أدق تفاصيله، لأننا نتكلم عن العود السوري، الذي وضع على قائمة التراث الثقافي العالمي. ولأن أي تطوير أو تجديد، يجب أن يتوافق تماماً مع “العود السوري” الذائع الصيت، ولكن لأول مرة يتم كسر حاجز الزخرفة التقليدية له عبر حفر الصندوق الصوتي “الطاسة” يدوياً وبسماكة 4 ملم، وبدقة متناهية، وحفر زند العود وعلبة مفاتيح الدوزان، وهو عمل لطالما داعب خيال صناع العود منذ القدم، ولكن أخيراً تكلل بالنجاح.
وأكد السلكا على أن العود هو ملك الآلات الموسيقية الشرقية، ويحمل من الموروث المادي واللامادي ما يحمل، وأي تطوير في هذه الآلة من الصعوبة بمكان “أي إضافة أو تغيير ليس بمكانه سيواجه بوابل من الانتقادات اللاذعة، فهذه الآلة إرث حضاري يختزل تراث أمة عبر عصور طويلة”.
منوهاً بأن النحاتين أخذوا أبعاد العود الحديث من كتب قديمة ومن علماء مثل زرياب ورسائل إخوان الصفا وخلان الوفا، وكلها تعمل “حاضنة دمر التراثية” على توثيقها، حتى يعرف الجيل الجديد من أين أتى هذا العود.
فراس السلكا هو مدرب في حاضنة دمر لحرفة الأدوات الموسيقية، ومشروع مكتبة الحرف التراثية الذي تحدثه الحاضنة، والذي تضمن جمع كل الكتب والنوط الموسيقية، والمصادر القديمة المتعلقة بصناعة الآلات الموسيقية كافة.