لست ممن يملأ اليأس والإحباط قلوبهم وعقولهم، ويسد منافذ النور أمام القادم على الرغم من كل الجراح والآلام التي كبرت حتى صارت أكبر من خارطة الجسد، وربما أصابت الروح لبعض الوقت بصدأ اليأس..
ومع ذلك أثق أن قدرة السوريين هي اجتراح المعجزات حين يظن الجميع أن اليأس قد ران على الجميع.
نعم إننا طائر الفينيق، إننا العنقاء ننهض ونطعم الحياة من مزق قلوبنا.
في هذا العيد وكل عيد يحتفي به أبناء الوطن، ثمة براعم نور تنمو وتكبر.. تسمو بنا إلى سماوات عليا من فعل التعاضد والتكافل..
قد لا يكون كما نتوق ونتمنى، لكنه موجود ويقوم به سوريون من الداخل والخارج.. يزرعون الأمل، يبثون روح الثقة بأن فعل الخير مازال قادراً على أن يبلسم الجراح.
العيد ليس ترف المطاعم والذبائح وطقوساً أخرى لا تعني التباهي بالإنفاق على ما ليس له معنى.
العيد أن ترسم فرحة على وجه مكلوم أن تقدم دواء لمريض أن تزرع وتعمل وتنتج ولا تنتظر المواسم لترفع أسعار ك وتملأ الدنيا صراخاً أنك قد خسرت..
وأنت لم تخسر أبداً..
ربما تكون قد وضعت رقماً فلكياً لربحك، لكنك لم تصل إلا إلى نصفه فاعتبرت ذلك خسارة ..
العيد هو السوري الذي يمسح عرق جبينه كل مساء من وعثاء التعب، ويعرف أن لقمة أبنائه ليست سحتاً.. هؤلاء هم العيد، وكل يوم يثبتون أنهم معدن الإنسانية.
التالي