عبير علي
لوحات تراثية فنية غاية في الدقة والإتقان، مصنوعة من شرنقة الحرير الطبيعي، تبهر العين وتشعرنا بالدفء والحنين، إلى الماضي الجميل المٌكتنز بتراث الآباء والأجداد. تبدعها الفنانة الحرفية روجيه ابراهيم التي أشارت في حديثها لصحيفة الثورة إلى أن ريشتها هي «شرنقة الحرير» التي تشكل فيها أجمل اللوحات الفنية، محاكية الماضي والحاضر، وكلها مستوحاة من الطبيعة الأم، التي تراها أجمل لوحة ربانية خلقها الله، فأخذت منها لوحاتها التي أغرتها بألوان الورود المختلفة «الجوري، القرنفل، الزنابق، الأقحوان» وخطّتها بريشتها «شرنقة الحرير» لتصنع منها لوحات ناصعة البياض بلون الشرنقة الطبيعي، وبعضها أضافت عليه الألوان الخاصة بالحرير، لتناسب جميع الأذواق وبأحجام مختلفة، تعبرعن أحاسيس ومشاعر الفنان.
وعن خصوصية مناديل الحريرالمصنوعة بإتقان، تؤكد أنها تهتم بغزلها وحياكتها باعتبارها تحاكي ماضياً يجسد زمن الجدات اللواتي كن يرتدينها ويتباهين بلونها ونعومتها وزخرفتها. وتشير إلى أنها تتصف بنعومتها ورقتها، وأصبحت اليوم من الفولكلور الشعبي السوري. تقول: «لذلك كله أقوم بدوري وواجبي في إحياء تراث الآباء والأجداد والحفاظ عليه، من خلال إقامة الدورات التدريبية في المراكز الثقافية، لتعليم الأطفال وتحفيزهم على العمل وحبّ الفن والاطلاع على تراثنا، وتسليط الضوء على مدى غنى حضارتنا، عبرالتدريب في سوق المهن اليدوية للحرفيين في طرطوس».
الفنانة «ابراهيم» شاركت مؤخراً بأعمالها التراثية المصنوعة من شرنقة الحرير، بعدة مهرجانات مع وزارة السياحة، منها ضمن مناسبة رأس السنة السورية، وفي ١٧ نيسان عيد الجلاء وآخرها مهرجان المجاهد الشيخ صالح العلي، فقد اعتبرت أن مشاركتها فيه تحمل خصوصيتها فهي من وحي المناسبة، من حبة القمح التي كان يزرعها المجاهد الشيخ صالح العلي، ويربي دودة «القز» الحرير، وهي تصنع لوحاتها وتحيك مناديلها من شرنقة الحرير. للمحافظة على تراث الآباء والأجداد.
فالتراث يعبّرعن هوية الشعوب، وأي بلد بلا تراث كالإنسان بلاهوية
