الثورة _ فؤاد مسعد:
يبقى لدى المبدع هواجس يحاول التعبير عنها بشتى السبل، فكثيراً ما يحمل هموماً كبيرة يصل بها إلى مرحلة تفرض عليه الانتقال إلى صيغة أخرى من التعبيرعنها، وتحرّضه للانطلاق نحو شكل مختلف من العطاء. ومن هذا المبدأ جاء قرارالكاتب والسيناريست خلدون قتلان بألا يكتفي بصيغة «كاتب» وإنما السعي نحو فضاء آخر من الإبداع وهو «الإخراج» محاكياً من خلاله أفكاره وشخصياته التي يخطّها على الورق، فجاء نتاجه الأول على هذا الصعيد من خلال إخراجه الفيلم القصير»المشهد الرئيسي ـ Master scene».
قتلان الذي يحمل في جعبته على صعيد الكتابة الدرامية مجموعة هامة من الأعمال، منها «جوقة عزيزة، قناديل العشاق، بواب الريح..»، تحدث إلى صحيفة الثورة عما دعاه إلى خوض التجربة الجديدة، فقال: «عالم الدراما في تطورمستمر، وإن لم نطور ذاتنا من الصعب أن نواكب العصر، لذلك ذهبت باتجاه منحى الإخراج كوني سيناريست، فعادة أقطّع المشاهد على الورق قبل المخرج، ورغم أن كلّ من عملت معهم من مخرجين تُرفع لهم القبعة، إلا أنه يبقى هناك شغف بأن تقدم مُنجزاً لك، بحيث تقوم بإخراج النص كما كتبته وكما ترى شخصياته».
ويتابع: «أتممت بداية دورة في التصوير السينمائي، وبعدها التحقت بدورة الإخراج، ضمن أكاديمية شيراز للفنون، وفيها تدرّبنا على يد مبدعين إيرانيين محترفين. ويعتبر الفيلم الذي أخرجته من إنتاجهم أحد مشاريع نهاية دورة الإخراج السينمائي، وعندما تنتهي عمليات مونتاج الأفلام كلها سيتم عرضها».
وحول خصوصية الفيلم أكد أنه يحكي عن مخرج يقوم بتجارب أداء، ويحدث أمر في النهاية يتم على أساسها اختيار البطلة، لافتاً إلى ما تشير إليه المقولة العامة، ففي الفن هناك أشخاص يُظلمون إن لم يتم استثمارهم بشكل صحيح، مسلطاً الضوء على كيفية اختيارالممثل من قبل بعض المخرجين، وهي فكرة ليس محلية فقط. أما الممثلون الذين شاركوا في الفيلم، فهم: عبد الرحمن قويدر، زامل الزامل، زينة المصري، مريم ابراهيم، مارلا داغستاني، جلنارحمدان، أسيمة عبود.
وبيّن في نهاية كلامه آلية العمل التي انتهجوها: «كان الشرط تصويرالفيلم في يوم واحد، وبالتالي وضعوك تحت ضغط العمل، ولكننا كنّا قد جهزنا لقطاتنا للتصوير، وأحياناً تحدث مطبّات، ولكنها تؤهلك للتعامل مع المشكلات التي يمكن أن تواجهك خلال التصوير».