الثورة – رفاه الدروبي:
نظَّمت مديرية الثقافة في دمشق ندوة عنوانها “مستقبل سينما الشباب في سورية” بمشاركة المخرجين جورج بشارة وهشام فرعون، والشاعر سامر منصور في ثقافي أبو رمانة.
عرض المخرج هشام فرعون تاريخ السينما السورية، إذ بدأت بفيلم رشيد جلال “المتهم البري”، ثم فيلم لبهجت المصري تمَّت طباعته على ورق السجائر، تلاه إسماعيل أنزور بفيلم “تحت سماء دمشق”، فقد أنتجت سورية حوالى ٣٥٠ فيلماً طويلاً، والمئات من الأفلام القصيرة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي؛ بينما انخفض إنتاجها في الثمانينيات والتسعينيات؛ وتباطأت أكثر في فترة الألفين، متطرِّقاً خلال حديثه لذكر بعض الملاحظات عن سينما الشباب كون أغلب المخرجين ينظرون إلى الأفلام القصيرة على أنها محطة عبور للأفلام الطويلة، فيقلُّ اهتمامهم بها وتتمُّ معالجة السيناريو دون فهم لطبيعة الفيلم القصير، وعدم معرفة لبنيته.
ويظن بعضهم أنَّ زمنه يُحدِّد تصنيفه فيخلطون بين الفيلم السينمائي ودراما المسلسلات التلفزيونية والفيديو كليب والنماذج الفنية المستحدثة، لتعاني بعض الأفلام من التكرار والتقليد دون اتسامها بالإبداع، إضافة إلى أنَّ هناك خلطاً بدأ يظهر بين الشريحة العمرية وصفة الشباب والقصور في الجوانب التسويقية، المُشكِّلة عاملاً حاسماً في الحدِّ من المشاهدين، فأغلب الأفلام تُصوَّر في المهرجانات ثم تُترك في الأدراج والمكتبات في ظلِّ غياب النوادي السينمائية وإن وجدت لا تهتم بأنشطة الشباب.
المخرج فرعون قدَّم إيجابيات سينما الشباب بأنها استطاعت طرح سينما سورية جديدة بروح هواة شباب شغوفين بالفن السابع، واستطاع بعضهم الوصول إلى منصَّات التتويج السينمائي في محافل ومهرجانات عربية مهمة، فالحاجة ماسَّة إلى مخرجين شباب لأنَّ الأكاديميين المهمِّين في السينما السورية دخلوا سنَّ التقاعد ولا بدَّ من وجود بدلاء يُعيدون للسينما ألقها.
ولفت مدير دار الفنون للسينما جورج بشارة حديثه بتقديم لمحة عن دار الفنون كونها حاضنة للموهوبين فنياً، حيث يسير العمل وفق فريق متكامل لاستقطاب الشباب الراغبين بتأهيلهم في الفنون الجميلة وإعداد ممثل مسرحي وسينمائي.
بدوره الأديب سامر منصور تحدَّث عن القيمة المُضافة للعمل الفني، واصفاً سينما الشباب بأنها مازالت طفولية، ولا بدَّ من متابعة ما انتهت إليه وفق الحالة التراكمية، وتحفيز الوتيرة في الصراع الثاني بين الخير والشر والقبح والجمال كما كانت عليه من قبل. فالفن شيء عميق والدخول إلى عمق المسألة جوهر العملية الفنية.