ما فعلته تلك الكلمات..

لبعض الكلمات قوة تجعلها تحرّك وتغير الرواسخ من الآراء والقناعات.

حين وصلتها تلك الكلمات، كما لو أنها لمحت هالةً سحرية تحيط بها.

ها هي تقف مرة ثانية في منتصف الطريق..

في الوسط تماماً..

غير قادرة على الخطو نحو الأمام ولا نحو الخلف.

هي عالقة.. بعدما ظنت أنها حسمت أمرها ومضت إلى غير رجعة في طريق اختارته، وأنها قفلت على تلك الحكاية في ركن منسي من قبو الذاكرة وألقت بالمفتاح بعيداً حيث لا تطاله يد..

لكن يد الحياة تفاجئنا، وتمتد خلسةً إلى ما نعتقد أننا أخفيناه عنها.

هي عالقة.. في الوسط تماماً..

مع أنها لم تحبّ يوماً لعبة (الوسطية) ولا لعبة (الخيارات) التي توهمنا الحياة بها أحياناً.

ماذا تختار..؟

إلى أين تمضي..؟

هل تكمل طريقاً اختارته.. أم تعود لترتيب أوراقها مع تلك الحكاية ومع بطلها الذي حسبت أنها وضعته في (أرشيف الذاكرة)..؟

قرأت مرةً، بحثاً عن سحر الأشياء غير المكتملة، وكيف يمكن للأعمال الإبداعية غير المنتهية أن تحمل نوعاً خاصا من جاذبية، فتفتح باب تأويلات يصعب إغلاقه.

ولأنها دائماً ما كانت تفضل أن يرسم الآخر شكل النهاية، فهي لا تحتمل وزر الخسارات ولا ذنب إنهاء الأشياء الجميلة في الحياة، لهذا بدأت ترى نوعاً من جمالية خاصة بعدم الاكتمال.. بالأشياء المعلقة.. غير المكتملة.. ولا المنتهية.. وغير المبتوت بأمرها.

ما الجاذبية التي يغرينا بها عدم الانتهاء وعدم الاكتمال..؟

مع أنها أمضت عمرها كاملاً وهي تأخذ قرارات حاسمة وواضحة لا تحتمل التأويل، وحتى في الأمور التي اشتملت على أكثر من خيار، سرعان ما كانت تتشبث بخيارها الأوحد فلا ترى سواه.. فهي لا تحتمل تشعب الاحتمالات ولا وهم الاختيارات..

يبدو أن الأمر لا ينطبق على أسرار (القلب) وأهوائه المتقلبة.

في مقال الأعمال غير المكتملة، ثمة ملاحظة تشير إلى (الفرق الشاسع، في الأعمال الأدبية والفنية، بين عمل “مكتمل” وعمل “منتهٍ”، فما هو “مكتمل” قد لا يكون بالضرورة “منتهياً” وما هو “منتهٍ” لا يشترط أن يكون “مكتملاً”)..

من يقرر الانتهاء من عدمه.. أو الاكتمال من عدمه..؟

سرعان ما سحبت الأمر على علاقاتنا الإنسانية لاسيما العاطفية..

ألا تشتمل تلك الناجحة المستمرة على شيء من سر إبداع لا يمتلكه كثيرون..؟

مع ملاحظة كون الاستمرار لا يعني الاكتمال.

غالباً يتمثل سحر “اللا مكتمل”، أن فيه شيئاً من فراغ، وبذلك نحن نسعى إلى ملئه وطمس نقصه..

ما يعني أن عدم الاكتمال يحمل تأويلات وقراءات/توقعات غير محددة..

فأي سحر في علاقات منتهية ومكتملة..؟!

ما فعلته تلك الكلمات.. أنها نبهتها إلى دائرة “اللامكتمل” بينهما..

وحملت معها احتمالات “اللا انتهاء”، وبذات الوقت “اللا اكتمال” من جديد..

سحبتها من أرض “الوسط”.. إلى حيث احتمالات تدخلها اكتمالاً.

 

 

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية