أسراب نحل تهاجم الجمهور في شتوتغارت، وحرب عصابات بين الجورجيين والأتراك ثم هطل لمياه الأمطار المتجمعة فوق رؤوسهم، ورجل بولندي يحجز مقعداً ليجد أمامه عمود لوحة إعلانية ويتحول لـ (ترند) عالمي، وملاعب يركل فيها اللاعب الكرة ليخرج معها جزء من الأرضية، وجماهير يفوتها الشوط الأول بسبب تأخر القطارات بعدما دفعت الكثير من الأموال…الخ، وكل هذا بدأ بحفل افتتاح فقير وباهت لا يليق ببطولة بحجم كأس الأمم الأوروبية.
كل هذه الانتقادات وأكثر منها بكثير وافق عليها فيليب لام منظم البطولة ووعد بإصلاحات واعترف أن ألمانيا لم تكن جاهزة، وبرر أن قرب الانتهاء من الدوري لم يسمح بالتجهيز السليم، حتى إن رئيس وزراء بافاريا اعتذر وقال: فشلنا بينما كان نجاح قطر في التنظيم لا يقارن!
من حق من ذهب إلى ألمانيا ودفع مالاً كثيراً ليجد خدمات وملاعب وإقامة سيئة أن يتذمر، ومن حق القطري أن يتفاخر مستغلاً الحدث ليظهر وكأنه حضاري ومتقدم مقارنة بألمانيا نفسها، ومن حق الإنجليزي أن يقول: نحن كنا أولى بالبطولة واستضافتها من هؤلاء، لكن لنقف دقيقة صمت ونفكر ما هو رد فعلنا نحن؟ كيف سنعلق على الموضوع لو كنا سنعلق؟
أراهن وأنا كاسب للرهان سلفاً أن الكل سيتفق على ثلاث تعليقات وهي التالية: أولاً هذه لا تعد أخطاء إذا قورنت بما هو موجود عندنا، وإذا كانت هذه أخطاء فما هو عندنا يعد خطايا وكبائر ذنوب! ثانياً نحن ليس لدينا من يعتذر عن الخطأ بل ويعد بإصلاحه ناهيك عن أن يبدأ الإصلاح فعلاً وهذا رابع المستحيلات بالنسبة لنا، ثالثاً نحن ليس لدينا لا القدرة ولا الإمكانيات ولا الملاعب ولا الفنادق ولا المواصلات ولا أي شيء يسمح لنا بتنظيم بطولة على مستوى عربي فكيف على مستوى كهذا فلماذا نعلق أصلاً؟ لنبق ساكتين ونقرأ تعليقات الآخرين بصمت فمن بيته من زجاج فهمه كفاية!
السابق
التالي