الثورة- حسين صقر:
على وسائل التواصل نقرأ المزعج المؤلم والممقت حيناً، والمفيد والمفرح والممتع حيناً آخر، وكي نبقي الباب مفتوحاً على مروج التفاؤل، لنتحدث عما هو مفرح ومفيد، وإن كان ليس ببيوتنا وأحيائنا وبلداننا، لعلنا منه نستفيد، وقد يؤسس لمبادرة قد نكون أيضاً بحاجتها.
والخبر أو المنشور أنه في كندا، قاموا بدمج دار للمسنين مع دار للأيتام، وذلك بهدف خلق جو أسري، حيث الأيتام يصبح لهم أجداد يلهون معهم، والمسنون يصبح لديهم أحفاد وأولاد يشعرونهم بأنهم ليسوا وحيدين.
الفكرة غيرت بشكل جذري القيم الحيوية وإرادة المسنين للعيش، وكذلك أعطت الأطفال إحساساً عميقاً بالعائلة لم يكن موجوداً من قبل، وكما ذكرنا أصبح للأطفال أجداد يلعبون معهم، وأصبح للأجداد أحفاد يحبونهم، وهو أصل الحكاية والغاية منها والمبتغى، أن الجهتين مقهورتان وجارعليهما الزمن، فما المشكلة إذا كان هناك هذا الدمج الإنساني لتحقيق ذلك الهدف النبيل.
كثيرون هم كبار السن الذين جارعليهم الزمن، وتقطعت بهم السبل، إما بسبب ولد عاق، افتقد لعاطفة الحنان والرأفة بوالديه، ولم يكن أمامهم سوى دار المسنين لإكمال ما تبقى لهم من سنوات، أو نتيجة ظروف معيشية صعبة، لم يستطع عليها الولد، أو ربما بسبب معاملة زوجته لوالده أو والدته، وعدم قدرته على افتتاح بيت لهما أو لواحد منهما.
المهم تتغير الظروف وتختلف وتتغير النفوس، وتقسو القلوب، وتكون تلك النتائج، مع أن المسؤولين عن دور المسنين لا يألون جهداً لتوفير وسائل الراحة والأمان للنزلاء.
وكذلك فيما يخص الأيتام وممن حرموا حنان الأب أو الأم أو كليهما معاً نتيجة الحوادث والحروب والكوارث ولم يبق لهؤلاء من يحن عليهم ويرعاهم ويؤانس حياتهم، حيث يجدون من دار الأيتام ملاذاً آمناً لمستقبلهم، وتلك الدور أيضاً لا تقصر في أداء دورها ليتمكن هؤلاء الأطفال من مواجهة قسوة الحياة وصعوباتها.
والفكرة التي تحدثنا عنها وعرضتها وسيلة التواصل قد يكون لها سلبيات، لكن لكلّ شيء إذا ما تم نقصان، ولنبحث بالإيجابيات والمحاسن قبل المساوئ.
