لعل أهم أزمة تعاني منها الدراما مشكلة النص، فرغم أن السيناريو يصاغ بلغة محكية وهي المطلوبة لجذب قاعدة عريضة من الناس، ولكن المشكلة تكمن في تلك القوالب الجاهزة أو الأنواع التي باتت توضع فيها تلك النصوص.
قوالب وكليشيهات انحصرت في بضاعة معينة يطلبها السوق الدرامي حيث يصاغ النص على مقاس شركات الإنتاج، -أي نوع تريده -يسارع الكتاب لخياطته على مقاس سوق منمطة.
وحين تلتهم تلك السوق نوعاً معيناً يسارع الكاتب إلى الحياكة على منواله، ضمانة لبيع منتجهم، لأن الحالة التجارية من ربح وخسارة تحكم العملية الفنية برمتها.
تشابكات الحالة من شركات، وإعلان، ومتلق.. كلها تحيلنا إلى تعقيدات قد تعيق الرسالة الفنية وهو ما نعيشه في الدراما العربية منذ سنوات، الأمر الذي جعل نصها المميز في غاية الصعوبة وكأنه أمر يكاد يقترب من المستحيل بسبب كلّ هذه التشابكات، والتي يرفضها ذهن الكاتب المبدع، بينما لا تعيق الآخر الذي يتخذ من السوق ماركة مسجلة ينسج بمغزلها.
إذا كنا نعاني من مشكلات إبداعية تعيق النص الدرامي حتى قبل دخولنا مجال الذكاء الاصطناعي بقدراته اللامحدودة مما يخلق خيارات لانهائية، والسؤال: كيف ستبدو مهنة كاتب الدراما وهي المهنة المرتبطة بالأحاسيس؟ وهل سيكون المزج بين العنصر التقني والبشري في مصلحة الدراما لخلق مستويات فرجة لا تتكرر؟
نحن حالياً أمام فضاء مفتوح متغيرلاندري كيف سيتمكن الكتاب المنمطون بعقلية السوق، أن يحققوا قفزة نوعية
تعيد لنصوصهم رونقها الإبداعي بمراوغة درامية ذكية حتى لا يستمروا قابعين تحت رحمة شركات إنتاج يديرها منتجون غالبيتهم يخضعون بدورهم للمنتج الإعلاني…!
السابق
التالي