لم يكن سهلاً وقع ما جرى تداوله مؤخراً حول بعض حالات الغش والتزوير في درجات الشهادة الثانوية العامة، وفضيحة تلك الشبكة المبطنة من موظفين باعوا ذممهم وأمانتهم الوظيفية لاختراق أهم جدار محصن في قلاع التربية وهو الضميرالحي ليصبح عند هؤلاء ضميراً مستتراً وناقصاً ومذموماً .
فالصدمة كانت أكبر من أن يستوعبها المجتمع السوري مقابل دفع مئات الملايين على طبق من خيانة وإهانة ترفضها الأخلاق ومعايير القيم التي استباحتها ظروف الحرب ومخلفاتها المتداخلة، وولدت سلوكيات وأفعالاً وطرقاً وأساليب معقدة ومتشابكة عند ضعاف النفوس وخبثائهم، أثرت سلباً على مدخلات ومخرجات خريطة التعليم ومنظومتها التي كنا نتباهى بها.
فما الذي جرى ليصبح الإنسان عبداً للخذلان ومجحفاً بحق نفسه أولاً ومجتمعه ثانياً وقت الشدة، ليصبح دهليزالغش بهذه الخطورة.
كيف لهؤلاء أن يناموا على وسائدهم وفي رقبتهم حبل من الخطيئة المنكرة، ثمنها أجرغير حلال وغير مبرر في عرف الفضيلة ،.
بالمقابل كيف لتلك العائلات والأسر التي اشترت شهادات أبنائها وتباهت بتفوقهم على حساب الأكفاء والأذكياء والمتفوقين بتعبهم وسهرهم وفقر أسرهم ؟
كيف لأب وأم أن يتفاخرا بأن ابنهم دخل عتبات الطب وابنتهم الصيدلة والهندسة وهم غير جادين في إكمال هذا الطريق، ما أبعدهم عن أساس النجاح الحقيقي، إنه لشيء غريب حقاً أن يعتلي الفاشل سدة الريادة في ميدان العمل لتلبية رغبة الأهل بالمفاخرة.
فالأسرة كانت ويجب أن تبقى عمود الاستقامة في تربية الأبناء ،ولا يمكن أن يستقيم دورالفرد بالمجتمع إن لم يكن محصناً أسرياً.
السابق
التالي