يبقى لمفهوم الإصلاح أثره العميق في نفس الفرد بشكل عام وبين الزوجين بشكل خاص، بعدما اخذت العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري منحى آخر من التفكك والسلبية لأسباب عديدة ندركها جميعاً في ظروف حياتنا هذه .
ولعل أكثرها إيلاما هو الواقع المادي الضاغط وحالات الفقر الشديد وقلة الحيلة، ما دفع بالأزواج والزوجات، الآباء والأمهات وحتى الأفراد من طلاب وموظفين لمزاولة أكثر من عمل لترميم متطلبات الحياة وسترها ولو بالحد المعقول، ناهيك عن القلق والتوتر وعدم الراحة، نتيجة المشكلات اليومية الطارئة على كل التفاصيل.
من هنا يبدو أثر الإصلاح والتحكيم في علاج المشكلات الزوجية ليس مجرد عنوان بقدر ماهو سلوك وحالة واقعية تصدت له كلية الشريعة مؤخراً من خلال نقاش مستفيض مع عدد كبير من الأساتذة المتخصصين والقضاة والمحامين والأطباء والتربويين.
للولوج إلى مفهوم وإيضاح أهمية التحكيم الأسري وصفات ومهام المحكم الشرعي، إضافة لأهمية المراكز الإصلاحية ودورها في حماية الأسرة السورية.
ولعل التركيز حول أهم المفاهيم التي يجب تصحيحها للمتخاصمين في الحياة الزوجية، ومدى تأثير انعكاس الاضطرابات النفسية على الحياة الزوجية، مع ضرورة الإصلاح الأسري من منظور مقاصدي، أي التفريق القضائي للشقاق والضرر، والعلل والعيوب والأمراض، والإراءة وتأثيرها على الأبناء هو أمر إيجابي جدا.
فمن الأهمية بمكان أن يتقدم التحكيم والاصلاح الأسري كعلاج حقيقي للمشاكل الزوجية والأسرية من باب الوقاية، والأهم في هذا السياق تأهيل المصلحين الأسريين للمساهمة بنجاح في مشروع حل النزاعات الأسرية قبل اللجوء للقضاء وبعده.
فما أحوجنا اليوم إلى بناء الأسرة على أسس سليمة من القيم والرحمة والتسامح والتعاضد والتضحية.
السابق
التالي