يقولون في الأمثال العامية فلان صاحب هيبة …أي إن مجرد حضوره يكفي، فكيف إذا تصرف بأمر ما.
هذه المقولة قد تكون حقيقة وربما لا تكون.
عام ١٩٨٥م أيام (الهوب هوب) النقل الجميل بين المحافظات حجزت مقعداً من دمشق إلى جبلة (مفرق محمد نصر).
كان حظي أن جلست قرب رجل فارع الطول (مطقم) هادئ ..ربطة عنق صامت نظر إلي بطرف عينه شزراً ..
تكورت على نفسي قليلاً وكان وزني لا يتجاوز ٤٥ كغ تنحيت إلى أقصى المقعد وتركت له المساحة كلها.
قلت في نفسي: إنه مسؤول عال المستوى جداً، لكنه أراد أن يطلع على أحوال الناس فجاء يشاركنا الحال.
صمت قاتل يلفني من كراج القابون إلى أن وصلنا بعد بانياس حيث أخطر نقطة في الطريق القديم (منعطف نبع السن الخفي).
نظر الرجل إلي وكان قد أخرج علبة حلوى (برازق مزق غلافها برعونة وبدا يزدرد أقراصاً منها …ناولني الرجل ما استطاع وقال لي (كول معي هلا بس أوصل الأولاد لن يتركوا لي قرصاً واحداً).
ويح قلبي أنا الذي كان يظن أنه يجالس مسؤولاً عالياً عالياً يهبط الشعور من الخوف منه إلى الشفقة عليه ؟
ومن باب الحديث عن الهيبة يروى أن سيدة استشهد زوجها ووفاء لذكراها واستمراراً لهيبته علقت معطفه في (الصالون) وإذا ما طلب أحد من أبنائها نقوداً تقول له (خذ من جيب أبيك).
قد يسأل أحد ما: ما مناسبة الحديث عن ذلك ؟
بكل صراحة المناسبة إشارة إلى ضرورة أن يستعيد الجميع مؤسسات الحكومة التي ربما فقدنا الكثير منها.
والأسباب كثيرة أن بعض المسؤولين يطلقون تصريحات ما أنزل الله بها من سلطان …
هل حدث معك أن قلت لأحد ما (سوف أقدم شكوى بك.ويأتيك الجواب بلط البحر).