حماة – زهور رمضان:
لأن كل زاوية فيك تهمس بالسلام وترسم بيديك لوحة من الأمل، فكيف لا يحبك القلب والروح وأنت منبع الفخر وأرض الأمان، بهذا العنوان أقام منتدى الشباب الحر فعالية ثقافية وفنية لمجموعة من المواهب الفنية المتنوعة في دار شحادة في منطقة مصياف.
التعبير عن المشاعر المكبوتة
وعبرت السيدة منهل أبو الجدايل خلال هذه الفعالية عن الدور الفعال لمنتدى الشباب الحر في بناء سوريا حرة مدنية وإيماناً منهم بقدرات الشباب الحر، فقد حاولوا تنظيم أكثر من فعالية ثقافية وسياسية وخدمية واجتماعية في منتداهم سابقاً، لكن النظام السابق البائد كان يمنعهم ويقف لهم بالمرصاد.
أما اليوم بعد التحرير، قاموا بتنظيم هذه الفعالية الفنية الثقافية بعد تواصل مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17-25 عاماً معهم وطلبهم التعاون وتنظيم فعالية ثقافية لهم لعلهم يستطيعون من خلالها التعبير عن مشاعرهم المكبوتة، ولاسيما أنهم الفئة العمرية التي عانت من القهر والقمع بعد أن استفاقت على الحرب وعانت الحرمان في ممارسة أبسط حقوقهم في الحياة، والتي من أهمها في نظرهم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم الصادقة من خلال الرسم والنثر والشعر والموسيقا وكتابة الروايات عن قصص الحرب، أو من خلال الغناء المعبر عن رسالتهم السامية.
وأضافت أبو الجدايل: إن هؤلاء الشباب هم عنوان الأمل ومصدر الفخر للوطن وللأجيال القادمة، لذلك من المفروض على الجميع التكاتف والتعاون معهم لتنمية مواهبهم وصقلها بشكل جيد ليصبحوا قادرين على تحقيق طموحاتهم الفنية في ظل سوريا الجديدة.
الرسم وسيلة للتعبير
فيما بين سليمان الحمود من منتدى الشباب الحر أن هؤلاء الشباب يعبرون عن واقعهم المرير ومعاناتهم الماضية والظلم الكبير الذي تعرضوا له في مرحلة زمنية مهمة من خلال رسوماتهم، وأن كل لوحة لها قصة ومعاناة تجسد هذا الواقع المؤلم الذي مر بحياتهم السابقة.
التعتيم على الفن
بينما أكد علي الشيخ حسن في حديثه، أن التعتيم الهائل كان في السابق مسيطراً على الجانب الشعري والغنائي والموسيقا بكل أشكالها، وكذلك على كل زاوية أدبية، حيث كان هناك تشديد ورقابة صارمة على كل شيء، متابعاً حديثه أنه يقتدي بالكاتب والشاعر محمود درويش “شاعر الثورة الراحل”، الذي كان ملتزماً في مبادئه وأشعاره بالقضية الوطنية، الذي يرى أن الوطن هو شريعته، ويعتقد ذلك ويعبر عنه من خلال كلماته، وقد كتب عن الثورة السورية ضد ظلم واستبداد النظام السابق والتزم في كتاباته بالقضايا الوطنية التي أقيمت الثورة من أجلها.
حب الغناء والموسيقا
أما عصام ياسين، الذي غنى أهازيج انتصار الثورة السورية، بين أنه تربى منذ نعومة أظفاره على حب الغناء حتى كبر وكبر معه حبه وعشقه للموسيقا، مضيفاً: إنهم ما إن سقط النظام البائد حتى تحركوا بسرعة لتنظيم هذه الفعالية الثقافية، ليعبروا من خلال أغنية صغيرة أو فكرة يمكن أن تحرك لدى الناس شيئاً لأنه من الممكن برأيه أن يكون هناك أمل بالقادم، لذلك هم يحاولون منذ فترة أن يوصلوا رسالة الثورة السامية، معتبراً أن الفن ثورة وأي شيء فني يمكن أن يعبر عن الثورة، لذلك يجب أن يكون الهدف من أي فن يقدمونه هو خدمة للثورة والكرامة.
إن مثل هذه الفعاليات الثقافية الفنية التي يقيمها مجموعات من الشباب، لاشك أنها تلعب دوراً كبيراً في صقل مواهب الشباب وتشجيعهم على تنمية مواهبهم وقدراتهم المتنوعة ليكونوا نبراساً حقيقياً يمثل تطلعات هذا الجيل وطموحاته في بناء الوطن وتطويره إلى الأفضل من جديد.