يا سوريّتي في ذكرى الجّلاء تبدين في عيون الحريّة جميلة.. وهذه المرّة أجمل!وقد رنت عيناي إليكِ، فسقطت حروفي كدمعٍ بدعاء الجّلاء الأعظم، ويهدل الحمام على هدبِ عينيكِ يا شآم.. ويستوطن السنونو ويحلّق النّورس بحريّة ويتساءل متى تُطرد غِربان الموت من سوريّتي الأبيّة؟!ها قد أتى نيّسان.. ومازلت ترتجفين برداً يا صبّية، مذ عرفكِ التاريخ وأنتِ عن المارقين عصيّة.. فقاوميهم.
قاومي من يريدكِ جناحاً مكسوراً فاقد الشّرعيّة، قاومي من قضيّتهم الألوان.. ليخطفوا اللون من وجنتيّكِ النديّة، يا بلاد الشّمس يا قِبلة الحريّة.. لا تغرُبي وإن أيقظوا الموتَ فيكِ.. قاوميهم واستأصلي شأفة الخوف والألم.
ها قد أزهر اللوز على امتدادكِ، فاخلعي أحزانكِ وامضي على أرضٍ كلّ ما فيها أخضر يبشّر بالحياة والربيع رغماً عن من عاث بكِ الفساد، وأغرقكِ بالدّماء والبكاء، وفقأ عيون النّور، وأحرق المساكن، وانتهك الحُرمة واقتلع قلوب الرّحمة.. يا سوريّتي ابتسمي.. وإن طال صمتكِ ونزيف جرحكِ، إنّ الحقّ لن يضيع، إنه لا بد آتٍ مع الفرح آتٍ.. مع الغضبِ آتٍ، مع عاصفةٍ تهبُ لتقتلع كلّ مستبدٍ غاز مستعمرٍ على أرضكِ.. فنحن الباقون وهم إلى اندحارٍ لا مناص، فاليوم تنبضين بالحياة والحريّة مع كل قطرةٍ من دماء ويبقى جلاء الحزن من عيّنيكِ جلاؤكِ الأعظم.