الثورة – سهيلة إسماعيل:
ربما اختلفت طريقة صناعة “الهبول” ببن الماضي والوقت الحالي، لكنه يبقى أحد أنواع الحلوى اللذيذة المصنوعة من التين المجفف ليصبح مؤونة أساسية للشتاء في ريف حمص الغربي وقرى مصياف.

ورغم الطقس الحار جداً خلال صيف العام الحالي وتأثيره السلبي على ثمار التين، إلا أن السيدات في قرية فاحل بريف حمص الغربي استطعن صناعة ما تيسر لهن من الهبول، لأنه أصبح مصدر دخل للكثير من الأسر.
وبحسب رئيس البلدية المهندس سمير قاسم فقد اختلفت طريقة صناعته عن الماضي، إذ كانت قطع الهبول كبيرة ويتم تمريرها على القشرة الناتجة عن جرش البرغل وتسمى “صريصيرة”، أما في الوقت الحالي فتصنع قطع صغيرة ويتم وضع المكسرات مع التين، مثل: الجوز، أو اللوز، والفستق، ويوضع جوز الهند من الخارج وبعد الانتهاء توضع في صحون بلاستيكية وتغلف.

وأكدت السيدة سحر محمد أن صناعة الهبول تمر بعدة مراحل، إذ يتم تجفيف التين ثم غسله جيداً، وتقطيعه وتنشيفه قبل تهبيله على بخار نار هادئة في مصفاة توضع فوق وعاء يحوي المياه الساخنة، ليصبح طرياً وقابلاً للطحن والتشكيل بالطريقة المناسبة، ويتم وضع ما يتوفر من مكسرات مع قطع التين خلال عملية التشكيل، وأوضحت أن الهبول أصبح حلوى رئيسة تُخزن إلى فصل الشتاء، وله فوائد غذائية كبيرة تضاهي فوائد ثمار التين الأخضر.
وذكرت السيدة منيرة محمد أن حلوى الهبول تضاهي الحلوى الجاهزة سواء من ناحية القيمة الغذائية أم السعر، وقد تطورت صناعتها وأصبحت تقليداً شعبياً ينتقل عبر الأجيال، كما أن بعض الأسر تصنع قلائد التين اليابس من التين المجفف ذي النوعية الجيدة ليتم استهلاكها في الشتاء، وتمد الجسم بالطاقة اللازمة، ويتم صناعة مربى التين الأخضر أو اليابس الذي يضاف إليه السمسم أو المكسرات.
يذكر أن التين في قرية فاحل، وقرى جبل الحلو، مثل الشنية، والقبو، وبعض قرى وادي النضارة يتميز بمذاقه الحلو وأنواعه المتعددة، كالسماقي، والمراني، والصفراوي، وهو ينافس تين قرية بللين في ريف مصياف المشهورة أيضاً بإنتاج التين.