ثورة أون لاين – أحمد ضوا:
لم يفاجئ الرئيس السابق لقمة «عدم الانحياز» محمد مرسي أحداً من السوريين الذين استمعوا إلى خطابه في قمة طهران، إلا أولئك الإرهابيين الذين أطلق عليهم «طلاب الحرية» بينما هم يقومون بسلب الشعب السوري بأكمله حريته وأمانه واستقراره وصيغته الوطنية الفسيفسائية.
لقد خيب مرسي ظن كل الذين كانوا يعتقدون أن له من «اسمه وكنيته نصيب، فهو جافى الحق والحقيقة في تناوله الموضوع السوري، وخالف بذلك شريعة رسول الله، صلى الله عليه وسلم وكذلك لم يقدم على الإطلاق موقفاً جامعاً أو غير منحاز لطرف، بل انحاز إلى ما سماهم «طلاب الحرية» إرهابيي الإخوان.
والوهابية ومرتزقة أردوغان والدول الغربية وبلاك ووتر أوباما «وفقد بذلك ما تعنيه كنيته التي تعبر في معناها المجازي عن الجمع وليس التفرقة.
إن ما جاء على لسان مرسي في مؤتمر «عدم الانحياز» وخاصة فيما يرتبط بالحدث السوري كشف نياته من حضور هذا الحشد الدولي، فكان صوتاً مستنسخاً لأصوات أعداء الشعب السوري الذين فرضوا على السوريين شتى أنواع العقوبات، وجيشوا المتطرفين والوهابيين والمجرمين ضدهم وقدموا لهم الدعم السياسي والمادي والتسليحي، لأنهم صمدوا ودافعوا عن وطنهم بشهامة وشجاعة قلّ نظيرها، ورفضوا أن تتحول سورية إلى كرة تتقاذفها مصالح الطامعين بمنطقتنا.
فالرئيس السابق لمنظمة «عدم الانحياز» حضر إلى طهران وفي جعبته أجندة «أعداء الشعب السوري»، وللحؤول دون أن يتمكن هذا الحشد الدولي من تظهير مبادرة تفضي إلى الحل السياسي السلمي للأزمة في سورية من قبل الشعب السوري ودون أي تدخل خارجي، والدليل على ذلك، هو محاولة مرسي تفجير قمة طهران منذ بدايتها ودفعها باتجاه يسهم باستمرار في سفك دماء الشعب السوري، وليس البحث عن حلول سلمية تتوافق مع مبادئ «عدم الانحياز» والأمم المتحدة والقانون الدولي الذي اختار مرسي نسفها بانحيازه السافر إلى طرف الإرهابيين الذين يسفكون دم الشعب السوري.
لقد أساء مرسي في خطابه إلى الشعب المصري العريق، الذي يقف إلى جانب شقيقه الشعب السوري في كفاحه ضد المرتزقة الوهابيين والأطلسيين والمتطرفين، وأساء إلى التاريخ المشترك للشعبين والدولتين، وحاله يقول: إنه يسدد ثمناً لجهة ما، ولكن هذا الثمن ستثبت الأيام في المستقبل أنه باهظ جداً ولن يستطيع مرسي وجماعته تحمل تداعياته في الساحة المصرية وخارجها.
إن مواقف مرسي ضد الشعب السوري في »عدم الانحياز» لن تغير من المشهد السياسي المتكون دولياً بضرورة ترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه، ولكنها تشكل وصلة في سلسلة حلقات التحريض الإعلامي والسياسي التي اعتاد عليها الشعب السوري منذ بداية الأزمة حتى الآن.
وسيكتشف الرئيس مرسي لاحقاً أن الثمن المترتب على ما قدمه في طهران سيكون باهظاً جداً، فالشعوب لا تسامح المتاجرين بها.