ثورة أون لاين: صحيح أن قرار مجلس الأمن 2268 لوقف العمليات القتالية يستثني داعش والنصرة من وقف إطلاق النار, وصحيح أنه يستثني أيضا «التنظيمات المرتبطة بهما», وبما يوهم الناس بأن ثمة دقة وتحديداً وتمحيصاً في التمييز بين ما هو إرهابي وما هو «معتدل» وفق التصنيف الأميركي..
لكن: ليس أوهى من العلاقة بين داعش والنصرة وبين من يرتبط بهما أيديولوجياً وعقائدياً .. إلا العلاقة بين هذه كلها وبين من تراه أميركا «معتدلاً» من إن انسياب المقاتلين وانتقالهم من داعش والنصرة إلى التنظيمات الأميركية «المعتدلة» لا يستغرق سوى زيادة بضعة دولارات.. وفتوى يطلقها أحد من هؤلاء أو أولئك!
فالعجينة العقائدية اللينة الطرية الممتدة بين رؤوس الغالبية الساحقة من الإرهابيين المتجمعين في سورية سواء كانوا أغراباً أم محليين , وسواء كانوا دواعش أم معدلين جينياً على الطريقة الأميركية.. تجمعهم على بساط واحد على أهون فتوى وبأقل إغراء, لأن الله يهدي من يشاء ويرزق من يشاء.. وليس لأميركا أو غيرها أن تقضي أمراً كان مقضيا!!
الأرجح أننا وقريباً, سنلاحظ ونراقب بالتدريج.. كيف يتضاءل داعش والنصرة، وكيف يتبخر إرهابيوهما بفعل كيمياء الانسياب والتماهي, وكيف سيتزايد معتدلو أميركا وينبتون كالفطور على حواف تسميات جديدة وتحت أعلام يغيب عنها الأسود ليتزايد الأحمر؟
«التنظيمات المرتبطة» هي بيت القصيد الأميركي الجديد, بلا عنوان وبلا تصنيف, يمكن أن تظهر متطرفة ويمكن أن تظهر «معتدلة».. وبرسم المزاج الأميركي؟
خالد الأشهب