ثورة أون لاين – ديب علي حسن: إذا لم تستحِ، فافعل ماشئت، قل ماتريد، مقولة عربية قديمة رددها أهلنا على مسامعنا.. وكنا نظن أنها خارج إطار الزمان والمكان، فمن لايستحي في العالم.. مَن هو الذي يقول مايريد وعلى هواه دون ضابط أو إيقاع.. ولكنّ الظن كان خاطئاً كثيراً..
عام ونيّف من عمر الأزمة التي ألبسونا إياها ونحن نعيش الخيبة تلو الأخرى من حسن ظننا بالأشقاء، وبالعقل، وبالحكمة الإنسانية كل يوم تتكشف أوراق ومؤامرات جديدة.
ربما مع كل مؤامرة علينا محبوكة ومنسوجة بدهاء وخبث وسوء نيات الأشقاء كنا نعتقد أنها الأخيرة وأن ماء وجوههم العفنة سيعود قليلاً.. لكن الأمر والأدهى أن في الجعبة مسلسلاً من المؤامرات، كل واحدة تفرّخ وراءها العشرات..
العالم يجتمع في الأمم المتحدة تتلاقى دبلوماسيات العالم، تبحث في مصالحها، وشؤونها وشجونها، إلا الدبلوماسية العربية، إلا أعرابنا الذين انتظروا هذا اللقاء الواسع، وأمام الطيف الدبلوماسي، وعلى مرأى العالم كله، ازدادوا عرياً وخجلاً وانغماساً في التآمر.. أمير فقاعة الغاز يستجدي التدخل العسكري في سورية منذ بداية ما افتعله، يموّل ويمد بالسلاح، ويسخرّ إعلامه لذلك، لم ييئس أو يستسلم أراد أن يعيد الطرح مرات ومرات مع أنه تلقى الصفعة تلو الأخرى، ولكن ماتبقى من خلايا عقله المتورم تدفعه إلى الغوص في وحل العمالة المجانية ألم يكن حرياً بالعرب، ودبلوماسيتهم التي لم تهدأ منذ عام ونصف أن يكونوا فاعلين في هذا المحفل العالمي لطرح قضاياهم الحقيقية.. أين قضية فلسطين والأراضي العربية المحتلة.. أين الاعتراف بدولة فلسطينية.. أين الحديث عن سياسة التهويد التي لم تبقِ من القدس شيئاً.
بل أين الحديث عن شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل ولا أحد يمتكلها هنا في هذه المنطقة إلا الكيان الطارئ إسرائيل أم إن أعرابنا المراهقين والمستجدين في حراكهم الدبلوماسي يظنون أنهم في مشيخاتهم بمنأى عن خطرها وأنها ستكون أدوات تخصيب لأراضيهم وتنبت لهم زرعاً بعد أن تجف منابع نفطهم ويعودوا شحاذين على طرقات الحج ومواكب القوافل التجارية؟!.
وهؤلاء الأعراب ليسوا إلا جزءاً يسيراً من التواطؤ العالمي في الأمم المتحدة/ مجلس أمنها وجمعيتها.. صحيح أن أصوات حكماء وعقلاء تسعى جاهدة لأن تعيد تصويب هذه المؤسسة العالمية ومنعها من أن تكون بإدارة وتوجيه الكونغرس العالمي ويعمل هؤلاء العقلاء لأن يبقى ميثاق الأمم المتحدة سيد المواقف والأحكام، ولكن الصحيح أيضاً أن أعراب الغاز والنفط ظنوا أنهم فاعلون وحقيقيون في هذا الحراك الدبلوماسي، ثمة من قرع لهم جرس الإنذار ألف مرة: أنتم لستم سوى أدوات لكنهم في غيهم يعمهون.. فهنيئاً لعالم أدواته غباء أعرابنا.
d.hasan09@gmail.com