ينتظر المدرسون والمدرسات على أحر من الحاجة والضرورة صرف تعويضاتهم المستحقة من أجور تصحيح أوراق الامتحان للعام الفائت ، حيث يكلفون كل سنة بمهمة التصحيح للشهادة الاعدادية والثانوية العامة ، وتمر شهور عدة ثقيلة الوطأة معنويا وماديا على مشاعرهم وحساباتهم المختلفة بشق النفس دون جدوى .
فحصة تعبهم بتصحيح مئات الآلاف من الأوراق الامتحانية لم تكن قليلة في شهر حزيران يضاف لها الأعباء النفسية والحياتية الضاغطة من كل الاتجاهات ،فما الغاية من هذا التأخير وما هو السبب المنطقي والمقنع أن يكلف شخص بمهمة ولا نعطيه أجره في الوقت المناسب وألاّ ننتظر قرابة عام تقريبا كي يفرج عنه.؟أين نحن من الحديث الذي يقول «اعط العامل اجره قبل أن يجف عرقه «
والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هل يأخذ كل مدرس ومدرسة الأجر الذي يستحقه عن عمله من خلال تقييم وتقدير حقيقي للجهد والأمانة والحرص المبذول لانجاز أيام تصحيح الامتحانات بالوقت المحدد لها ..فهناك من كان متميزا جدا في عمله وأداء واجبه التربوي والتزامه بأيام التصحيح ، ومع ذلك يأخذ نفس الأجر الذي يأخذه اللامبالي والمتقاعس من زملائهم الآخرين.
وبالمقابل أيضا أين هي المكافآت الموعودة عن أيام العمل لساعات طويلة وصلت عند بعض المدرسين والمدرسات حتى المساء وفي أيام الأعياد ،مع ملاحظة أن مراكز التصحيح في معظمها ريفا ومدينة تفتقر لأدنى الشروط الصحية المريحة من كراس وطاولات وقاعات مكيفة،ما يؤثر على المدرس واستعداده النفسي والجسدي في موسم تصحيح الأوراق الامتحانية بأشهر الصيف.
هموم أوجاع وملاحظات واستفسارات عديدة يفصح عنها ويطرحها أبناء المؤسسة التربوية وهم المؤتمنون جميعا بشكل مباشر مع باقي الهيئات والمؤسسات المعينة الشريكة والداعمة لإنجاح العملية التربوية ،آملين أن تنظر وزارة التربية التي تحدت أقسى الظروف وتحملت أعباء كبيرة ، وأنجزت وقدمت الكثير على الصعيد الإداري والتربوي والتعليمي، والمهني،وترميم المباني، وعودة الحياة لمدارس مختلفة على امتداد جغرافيا الوطن .
فمن خاض غمار البحر لن تعجزه مغامرة السواقي .
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 14-1-2019
الرقم: 16884