تتمسك وتعاند, أليست خلاصة تجربتك..؟!
ألم تمتصها.. كاسفنجة رفضت أن تترك أي قطرة.. وأنت تسير على دروب الحياة..؟!
للوهلة الأولى تفرحك تلك الأفكار, خاصة حين تقفز بينها مغيرا, متغيرا..!
ولكن ماإن تغلق دروبك الجديدة, ما إن تحتكر روحك.. وتغلق منافذ جديدة.. حتى تضيق بها,, وتعتقد انك لا تنتمي لها وتسارع للتخلص منها, تستغرب كيف أنها فتنتك يوما..!
معركتك الأطول.. حين تتلبسك أفكار تعتقد أنها مجدية, بينما تمطتيك كلقية ثمينة تأبى إفلاتك, وكلما تصارعت معها, كلما عاندتك أكثر, ضوضاء غير عادية تنبعث منها.
تهرب إلى زوايا معتمة, تنغلق على ذاتك, رافضا أي انفتاح, مؤمنا أن حياتك تسير على هذا النحو, أنت لا تقارع حينها أفكارك.. تبدأ بمقارعة غير متكافئة لذاتك المتصلبة..!
تتوه بين الدروب علها تنتشلك.. تمضي من تجربة إلى أخرى.. كلها حالات عبثية, لاتزيد إلا من وحدتك..
تلاقي التجارب غير الناضجة, مع تخبطات فكرية, تضني روحك..!
وأن تبحث, تفكر.. تتصارع.. لن تجد دربا أهم من القراءة, لتنتشلك من عمق تلك الأفكار التي تعاندك وتسكنك.. ماان تمضي وأنت تقلب بضع صفحات حتى تشعر, أن عليك أن تعيدها.. أفكار بذاتها, آمنت بها طويلا.. لن تفلتك بسهولة..
تزيد من قوة تركيزك.. تدخل في الحكايا إلى عمقها.. تنسى ذاتك.. تبتعد قليلا عن الروايات.. تذهب باتجاه السينما.. تحاول أن تترك شاشاتك الباردة.. وأن تمضي متباهيا وكأنك من يصنع الفيلم..
استمرارك.. في القفز من فكرة إلى أخرى.. من حالة إلى الثانية.. عبر الكتب, السينما, الكتب الفكرة.., المسرح بعمقه الفكري والروحي.. المعارض الفنية إن احتاج الأمر.. لابد في النهاية من أن يؤثر ويغيرك.. وأن يجعل كل رؤاك الفكرية ترفض انغلاقك حتى على أفكارك العتيقة.. كانك ترتدي نفس الثوب, لكنه يتجدد وتتغير ألوانه كلما تعمقت وانفتحت وقفزت باتجاه كل الدروب الإبداعية!
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الأثنين 28-1-2019
رقم العدد : 16895