من يقرأ أو يتابع الردود الرسمية التي تردّ بها المؤسسات العامة أوالإدارات المحلية والخدمية على ما تم نشره في الصحيفة من أخبار ومواضيع وتحقيقات, يفاجئ بالكمّ الكبير من مفردات التهجم على الصحفي، وكأن هذا الصحفي عندما سلط الضوء على مكمن الخلل اوالفساد في مكان ما له غاية أو هدف، وهو تشويه سمعة هذه المؤسسة أو إدارتها والعكس هو الصحيح، فغاية ما يرجوه الصحفي هو مبادرة الجهات المعنية بالأمر الى اصلاح الخلل قبل ان بتسع الفتق على الراتق .. ولا هدف أو غاية مستترة أو علنية.
فنجد الرد من بدايته إلى نهايته يحمل التهديد والوعيد لهذا الصحفي ولمؤسسته الإعلامية بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا عاد مرة أخرى ونشر على ذات الموضوع بدلاً من أن يكون الرد مليء بالوقائع ويقارع الحجة بالحجة…
وفي أغلب الأحيان لا تكتفي الجهات بردها الرسمي بل تباشر برفع الدعاوى القضائية على الصحفي ومؤسسته الاعلامية التي يتبع لها، مع مايكلف هذا الامر من وقت ومال كان يمكن لتلك الجهة صرفه في إصلاح الخلل او المفسدة التي تناولها هذا الصحفي في موضوعه بدل المكابرة .
الصحفي أيها السادة ليس خصماً لهذه المؤسسة أو تلك.. فدور الصحافة كما اسلفنا تسليط الضوء على مكامن الخلل والفساد، وليست هي الحَكَم ايضا، ومتابعة ملفات الفساد له أجهزته الرقابية المختصة.
فلو قامت أي مؤسسة أو إدارة محلية بإصلاح ما يتم تناوله بالصحافة لكانت تلك المؤسسات والإدارات بأفضل الأحوال..
أما دفع تهمة التقصير عن أنفسها بكلام عام وفارغ من أي دليل فهو الطامة الكبرى التي تذهب بتلك المؤسسات والإدارات إلى الترهل والعجز مستقبلاً عن القيام بدورها في خدمة الوطن والمواطن
ياسر حمزة
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905