صانعات الأمل

على جناحي أنثى اختصر الاحتفال، وأعفى نفسه من إكمال الأمسية ، خفت الضجيج لبعض الوقت..واستراح العازف معانقا روحا أثمرت على ضفتي الحياة التي ملأت مسرحها دفقا وحنانا.
ولأنها من جنس العطاء والحب والخصب ،ضمدت جراحها المفتوحة وقبرت أوجاعها بعيدا عن الأنين والشكوى..فالمعركة رغم شراستها وويلاتها المتعددة وعمرها الطويل لم تبدأ بعد فهي تجدد أدواتها وأساليبها لتخطف ما تبقى من أمل عند هذا الشعب السوري الذي بدد كل ما يحلم به الأعداء من أمان ورغبات.
امرأة سورية من طراز سوبر وطن لم تعر جمجمتها وفؤادها كما رجال وشباب الوطن إلا لله والتراب الذي تنتمي اليه.
خاضت تجارب حياتية شتى أحلاهما حصاد مرارة عيش وقسوة وفراق،لكنها شمخت بكبرياء الحزن والألم، تعلمت منه وعلمت كيف يكون العشق والحب حين يتوجع جسد الوطن، كيف تكون المبارزة والمنافسة على أشدها من أجل هذا المعشوق ،فلا قبلة هنا تعلو على قبلته ولا خيار آخر يتقدم على خياره.
بعيني اليمامة كانت ترى معظم نساء سورية تلك النوافذ المفتوحة التي تتهيأ لاستقبال رياح عاتية هوجاء تحاول خلع الأبواب الموصدة القوية .فامتشقنا سيف الحياة منافسات رافعات الرؤوس كأشجار السنديان الممتدة جذورها لأعماق التراب.
نساء بلادي اللواتي ينتصرن كل يوم على القهر ويصنعن المعجزات من المواقف والانجازات يضفن شهادات تقدير وامتياز إلى مدرسة الحياة التي أغناها الإنسان السوري النبيل وزادها ألقا وضياء على امتداد سنوات النضال الطويلة .
و آذار عنده الخبر اليقين مع كل زهرة تتفتح من براعمه التواقة للشمس والجمال..آذار الواعد بنصر وانتصار يرفل بثيابه المتجددة الملونة الذي حاكها فلاح سوري أبدع وهو يشق عباب الأرض وعامل يغازل في بيئته النشيطة العاملة حكاية مجد وقلب ام تعلم ابنها الصغير حروف أبجدية الوطن.
زادنا.. أرضنا التي أعطتنا ما نريد وسترت أجسادنا العارية وأشبعت بطوننا الخاوية وأثمرت بخير وفير حين كنا أوفياء لها ومازلنا ،هي تلك الأرض التي أزهرت ربيعا سوريا بلون دماء الشهداء الذين غيروا خرائط الجغرافيا المصطنعة ، ليتحدث العالم عن جغرافيا الانتصار السوري الحقيقي الذي يوقع تاريخا متجددا كل ساعة .
غصون سليمان

 

التاريخ: الأثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية