الاعتماد على الذات والتأقلم مع ما هو موجود في الواقع على جميع المستويات يعتبر من أقوى الصناعات النفسية التي نحتاجها في زمن القحط الاقتصادي ، والبغي الاجتماعي الذي يمارس علينا حصارا وظلما لتفتيت مقدراتنا وتبديد طاقاتنا الفردية والجماعية ..
ولطالما لدينا من الإرادة والتصميم ما يكفي لخوض تجارب التأقلم مع القلة من مواد حياتية محدودة التي سبق وخضناها في ثمانينات القرن الماضي بتدبير متقن ومتوازن قل مثيله ، نظرا لحجم التوحش الظالم الذي يغرز أنيابه ويفرد مساحاته السوداء على قوت شعب من قبل دول وحكومات وبنوك نقدية ، بقوة الجشع والطمع والاستغلال لإضعاف شعب عربي سوري آمن،
شعب شق طريقه الزراعي والصناعي والتجاري والخدمي باعتماده على نفسه مستثمراعقول وإبداع أبنائه ، وقناعاتهم الوطنية و فلسفتهم الحياتية بأن» جلد المرء لا يحكه إلا ظفره « والوطن يحتاج وفاء وإخلاص أبنائه في اجتراح الحلول والوصفات المناسبة لعلاج أزماتنا الاقتصادية الطارئة والمفتعلة والمفروضة بأساليب مختلفة .
فالمطلوب منا جميعا أن نحاصر» وزمات «مرضية ، تسوق لنا بطريقة مميتة وكارثية لقتل دافع الأمل والطموح ، وشل طاقاتنا على توظيف قدراتنا الكامنة وتحريضها على الانجاز المبتكر والفاعل.
فمهما تعددت ضغوطات الحرب بأشكالها وألوانها ودوافعها المسلطة على رقاب السوريين، من ارهابية وإجرامية ، نفسية واجتماعية وثقافية، فإنها لم ولن تنال من عزيمة شعب ودولة فرضت شروطها الوطنية والسيادية والميدانية واكتفاءها الذاتي على صعيد الكرامة والشموخ والفخر.
وأن السوريين بخصوصيتهم المعروفة عبر التارٍيخ الانساني والحضاري ،لديهم القدرة الكبيرة على ابعاد الشلل والكسل بمنعكساته السلبية على الروح والضمير والحياة ، والنهوض والاختراع الايجابي لكل أدوات صناعة الامل والخروج من عنق أزمة خانقة تحاول مد خيوطها تحت جنح الظلام .
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 15-4-2019
الرقم: 16957