بسطت الأعياد موائدها وفرح الأطفال بطقوس المناسبة ،تبادل السوريون التهاني والتبريكات بفصحهم المجيد، قرعت الأجراس خشوعا ، وعلا صوت الأناشيد الروحية و الابتهالات ملء الحناجر ..أمنيات بقيامة سورية المتجددة بثوب الانتصار وعافية الأمن والأمان .
زينة ملونة جاذبة للمنازل والساحات ،نشاطات احتفالية ثقافية اجتماعية ،ترفيهية ،توعوية مختلفة، عكست توق الإنسان السوري للفرح والسرور وأن لا شيء يغير قناعاته بعشقه للحياة مهما قست الظروف وغدر أهل المكر في زمن سطوة اللئام .
فالراية التي رفعها الأبطال بسواعدهم فوق كل بناء وتلة ورابية ستبقى عنوان كرامة وسيادة ومظلة دفء واطمئنان لغد أفضل بتنا نحسب له ألف حساب من عمر الزمن السوري ..الذي قدم للبشرية والإنسانية عبر تاريخه ومحطاته المختلفة أبهى صور الحضارة والضياء والعطاء على جميع المستويات.
حكاية وطن شاهدة على تفاصيل أتقنها الشعب السوري ترويها الألسن وتصورها العيون في الذاكرة الحية لمن أراد ان يغرد خارج السرب ويضيع في متاهات اللاوعي حين باع ضميره وأجّر أذنه لمن يجيد قول الكذب والضلال ..
لكن الحقيقة تبقى ساطعة ،وضياء الحق لا يخبو في أرض السلام ،أرض الطهر المعمدة بالتضحيات التي فاقت حدود التصور وبركات دماء الشهداء الذين أصبحوا قناديل للحب والحياة ، ورافعة عبور بعنوان الكبرياء والمجد لمن أراد تذوق طعم العزة بنكهة الوفاء السوري
،ذاك اللحن المقدس والصوت العذب وأنشودة المطر في حقول الربيع التي عدّلت المزاج على المستويات كافة ،وأهدت القلوب المتعبة بعض السكينة ،وبشّرت أن جولة الحق بألف جولة للباطل ..وأن صناع النصر بالمرصاد ،يرصدون بأفئدتهم قبل عيونهم وسواعدهم حدود وطن ،وأمنيات شعب يعرف كيف يلون الحياة كما تزين بألوان العيد وحلاوة ضيافته .
كل عام وسورية الأم ،جيشا ، وشعبا ،وقيادة بألف خير ..دامت أعياد الوطن عامرة مع كل لحظة انتصار في أرض الميدان صاحب القول الفصل .
غصون سليمان
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
الرقم: 16967