ثورة اون لاين -باسل معلا:
أشعل الرئيس الامريكي فتيل الاسواق التجارية من جديد مع الصين التي تعتبر اكبر شريك تجاري للولايات المتحدة الامريكية رغم التباين في المواقف السياسية والدولية حتى أن هذه العلاقة التجارية كان يضرب فيها المثل من حيث أن الدول تحافظ على مصالحها التجارية والاستثمارية بعيدا عن مضمار المواقف السياسية..
ومع تولي الرئيس ترامب سدة الرئاسة تغير هذا الامر حيث عمد لأكثر من مرة باستهداف من يعتبرون حلفاءه بطريق فظة وجشعة هدفها جني المزيد من الاتاوات والأموال لأمريكا بطريقة مذلة للحلفاء والأصدقاء أما العلاقة مع الصين فمرت ايضا بامتحانات صعبة لكلا الطرفين خاصة وان الربح والخسارة سيقعان على عاتق الطرفين..
وفي الوقت الذي نجد فيه وزير الحرب الأميركي الأسبق روبرت غيتس يعترف صراحة بافتقاد بلاده لاستراتيجية واضحة وبعيدة المدى مع بكين، نرى أن الرئيس دونالد ترامب يغرد على طريقته المعتادة و يدعو الأخيرة للاسراع بابرام اتفاق تجاري معه وأن لا يرحلون هذا الاتفاق إلى فترة ولايته الثانية لأنه سيكون أسوأ بكثير عليهم بحسب قوله.
واعتبر غيتس أن بكين تتمتع بميزة في مواجهتها التجارية مؤكدا ان بلاده تفتقد لاستراتيجية بعيدة المدى للتعامل مع الصين مبينا إن للصينيين هدف واضح هو تحقيق تفوق الشركات الصينية في مجال التقنيات العالية، بما في ذلك قطاعي صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، أما الولايات المتحدة فليس لديها هدف بعيد المدى كهذا.
إذاً هذه المشكلة ليست حصرية لإدارة الرئيس الأميركي الحالي التي زادت الجمعة الماضي الرسوم الجمركية على بضائع صينية مستوردة، بل هي مشكلة واجهها أيضا أسلاف ترامب الذين حاولوا التصدي لدور الصين المتنامي في الحلبة الجيوسياسية، لكنهم افتقدوا الرؤية لكيفية التعامل مع الصين على المدى الطويل.
من هنا نرى أن التخطيط طويل المدى يمثل نقطة ضعف القيادة الأميركية من حيث المبدأ، فأفق التخطيط لا يتجاوز الأسبوع، حسب تعبيره.
من المؤكد أن الصين تراهن على نقاط قوة تستحقها على خلاف الولايات المتحدة الامريكية التي تتعامل بأسلوب الهيمنة والعربدة حالها في الاقتصاد حالها في السياسة والعسكرة إلا أن المشكلة تكمن في ان الصين ليست دولة هامشية ولن تتعامل مع ترامب كما تعاملت دول الخليج التي اذعنت ودفعت الاتاوات بصمت وفرح..