من نبض الحدث..التحرش بالقدس والجولان .. حركاتٌ بلا مردود ولن تُعوّض الفشل

اعترف دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، نقل السفارة الأميركية إليها، نزعت واشنطن أُحادياً صفة الاحتلال عن الضفة الغربية المحتلة، وقال وزير خارجيتها بوقاحة قبيل الاعتراف بالجولان السوري المحتل جزءاً من الكيان الصهيوني: إنّ إسقاط صفة الاحتلال عن الجولان لم يَكُن خطأً!.
تالياً أطلقت حكومة العدو الصهيوني اسم ترامب على ساحة في مدينة القدس المحتلة، واليوم تُطلق اسمه على إحدى المُستعمرات التي تَعتزم إقامتها في إطار مشاريع الاستيطان بالجولان المحتل، فيما يجري الإعداد لاستكمال الخطوات باتجاه صفقة القرن انطلاقاً من منامة أعراب الخليج المُنخرط كلياً بجميع مشاريع استهداف سورية وفلسطين وإيران والمقاومة، فهل يعتقد ترامب ونتنياهو والأعراب أن ذلك سيبقى بلا رد يَتناسب مع حجم وثقل مُخططات العدوان هذه؟.
في المبدأ، حقائق التاريخ المُتصلة بالقدس والجولان لن تُغيرها قرارات أو إجراءات أميركية صهيونية، سيَكتشف ذلك لاحقاً كل المُتوهمين على طول الخط المُمتد من واشنطن إلى لندن مروراً بباريس وأنقرة والدوحة والرياض ومنامة الأعراب، وبالتالي فإنّ ألف مؤتمر يُعقد هنا وهناك لن تكون كافية لتمرير صفقة القرن، فضلاً عن أن إطلاق اسم ترامب وأوباما وبوش على ساحات وشوارع ومستعمرات الاحتلال في الجولان وفلسطين سيَبقى بلا أي قيمة تتوهمها سلطات الاحتلال الصهيوني مع ترامب أو مع سواه!.
في الواقع، لا نَعتقد وحدنا وإنما معنا طيف واسع من العالم، يَعتقد بأن جميع الحركات والإجراءات الأميركية الصهيونية الغربية الأعرابية السابقة، هي حركاتٌ ناقصة لا مَردود لها إلا الخيبة، ذلك أنها تأتي في هذا التوقيت بالذات، وتُطرح بهذه اللّجة والتسارع، فقط للتعويض عن الفشل والهزيمة في سورية، ولذلك كله كنا نقول: ماذا لو لم تنتصر سورية؟.
لو لم تنتصر سورية – بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها – في الحرب على الإرهاب وبكَسر مشروع تفتيت المنطقة، لما كانت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتحالف الشر والعدوان الذي تَقودانه وتُوجهاته بحاجة لكل ما تَقدّم، بل كان تَحقق لإسرائيل وأميركا كل ما جرى التخطيط له. فهل أدرك المُشككون ومَن في رؤوسهم لَوثة أهمية ما كان يَتردد من أنّ سورية بصمودها وتضحياتها وانتصارها إنما تَدفع الشرور عن الأمة جمعاء، وإنما تُدافع عن أمن واستقرار المنطقة والعالم مُجتمعاً؟.
انظروا بمحاولة تَسخين مياه الخليج وبأمواجه السياسية الهوجاء! هل هي إلا محاولة أخرى تُفتعل لإسناد صفقة القرن وللتَّعويض عن الهزيمة والإخفاق؟ وهل هي إلا محاولة حمقاء للتقدم على خط مُواز تَبدد بفعل صمود سورية وتحول كومة حُطام يتعثر بها أردوغان ومُشغله؟ .. إن العبرة في النهايات والخواتيم، وإن غداً لناظره قريب!.

كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 19-6-2019
الرقم: 17004

 

 

آخر الأخبار
الأسواق المالية.. فرص متساوية وحوكمة شفافة لتعزيز ثقة المستثمرين مجلس الأمن يناقش الوضع السوري في جلستين مغلقة ومفتوحة تغذية مستمرة منذ 48 ساعة.. أضواء مدينة حلب لم تنطفئ جريدة (الثورة السورية) تلامس شغف الرياضيين بنسخة ورقية منتظرة من يملك الثقل الأكبر في انتخابات اتحاد الكرة ؟ أهلي حلب وحمص الفداء لنصف النهائي مدارس حلب بين الدمار ومحاولات التعافي.. أرقام تكشف حجم التحدي وجوه تتجلى في ختام ورشة "شاماري " اليوم انطلاق حملة "فجر القصير" بريف حمص الجنوبي الإصلاح الاقتصادي بين كفتي العدالة الاجتماعية والاستقرار المعيشي.. "تجارة دمشق" أمام اختبار استعادة حقوق تجار الأدوية فرنسا بين دمشق وبيروت: وساطة لترسيم الحدود ومقترح جديد لباريس إطلاق أول مشروع لتدوير الأنقاض في الغوطة الشرقية بين ترامب وابن سلمان.. الرئيس الشرع يحتل الصدارة وبؤرة الاهتمام "غصون" إرثٌ من اللطف لا يتقاعد أنت النص وأنا القارئ.. والعكس صحيح غوتيريش: التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الجولان انتهاك للقانون الدولي خريجو الإعلام.. شغف تقتله البطالة! لتعزيز التعاون العلمي بين سوريا واليمن: وزراء التعليم يبحثون توقيع برنامج تنفيذي جديد هيئة اللاجئين و"أونروا" تتفقان حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا