أما حان الوقت لأن يصحو الضمير الإنساني للمجتمع الدولي وهيئاته الكثيرة من سباته، وأن يقف وقفة حق أمام التاريخ ويشعر بما يتعرض له السوريون منذ أكثر من ثماني سنوات، من جرائم ومجازر وانتهاكات- يندى لها جبين الإنسانية- على يد التنظيمات الإرهابية وداعميها الأميركيين والصهاينة والعثمانيين الجدد والوهابية السعودية؟
أين منظمة الأمم المتحدة التي تأسست رداً على الحروب ومآسيها على البشرية، ودعماً لحقوق الإنسان في جميع مجتمعات العالم؟ أين هي من المقابر الجماعية التي يتم كشفها على التوالي، في سورية، والتي تضم جثامين مئات الرجال والنساء والأطفال الذين تم ذبحهم بدم بارد على يد تنظيم داعش وأخواته وبدعم واضح وفاضح من واشنطن التي حول تحالفها الخارج على القانون مدينة الرقة إلى ركام تحته عشرات المقابر الجماعية وجثامين آلاف الشهداء؟
والمقبرة الجماعية التي تم اكتشافها في محيط معسكر الطلائع بمدينة الرقة تضاف إلى سابقاتها كدليل مادي وحي على تورط الولايات المتحدة الأميركية مع تنظيمي داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات في سفك الدم السوري، واستمرار وجود قواتها غير الشرعي على الأراضي السورية، وتعاونها الوثيق مع فلول إرهابيي داعش بمنطقة التنف في منع المهجرين السوريين -المحتجزين بمخيم الركبان- من أن يعودوا إلى مدنهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، ورعايتها لميليشيا «قسد» في الجزيرة السورية.. كل هذه الأفعال الأميركية مدانة ومنافية للمبادئ القانونية والإنسانية والأخلاقية، ويجب على المجتمع الدولي إدانتها وبشكل صريح إن كان حقاً مناصراً لحقوق الإنسان.
فإذا لم يتحرك الضمير الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي اليوم، وهو يشاهد بأم عينيه ضحايا المجازر الإرهابية بالتوازي مع ضحايا اعتداءات العدو الصهيوني المتكررة على سورية من الأطفال، فمتى يتحرك، وما هي الفاتورة التي على سورية أن تدفعها من دم أبنائها ومنشآتها وبناها التحتية، حتى تستفيق إنسانية العالم؟
راغب العطيه
التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016