تحدث في بعض الدول عمليات متفرقة، قاتل يقتحم مدرسة، محتجزون في دار سينما، إطلاق نار على مواطنين في مرفق عام. تقوم الدنيا ولا تقعد، تتحرك الأمم المتحدة، منظمات حقوق الإنسان، هيومن رايس تستنكر وتطالب بالعقاب السريع.
في سورية يُحْرَقُ أهلنا في عدرا بالفرن، يغيب صوت العالم، وأينما حل الإرهابيون تقطع الرؤوس وتتدحرج بين أرجلهم. والعيون عمياء والآذان صماء، والأفواه بكماء، تغيب الأمم المتحدة، وتحتجب منظمات حقوق الإنسان، وتتوارى هيومن رايس.
قذائف التحالف الأميركي، كم أفقدت الحياة لعشرات بل مئات الأُسَرْ، أما بنو صهيون فقذائفهم تُهدي أطفالنا الموت، كلما دَحَرَ الجيش العربي السوري الإرهاب والغزاة، لاستعادة ملامح الوطن المهيب، المعشوق منذ الصرخة الأولى، وأول نفس من هوائه.
غفت العيون البريئة تنتظر صباحاً جديداً؛ لم يأتِ!!؟ رغم النوم في حضن الأم حيث الأمان والسكينة، لكن الشمس رغم إشراقها غابت منها خيوط الحياة التي تمنح، عن أسرة صحنايا الصغيرة، لتشيع الرضيع ووالديه، أين هيومن رايس أين حقوق الإنسان؟!.
في التفجير الكبير الأول في دير الزور استشهد المهندس، ذنبه أنه وضع سريره تحت النافذة ليقضي بقطعة من زجاجها المتكسر تحز وريد عنقه، فيودع حياة كان يرسم مستقبله فيها ليسعد أسرته ويتم مشاريع وطن، بقاياها على مرسمه المنزلي.
تعود ذات الصورة، وتقضي الأسرة السعيدة، بقذيفة من بارجة الخذلان تعوم على سطح المتوسط، قوة ضغطها تكسر الزجاج حيث يختبئ الموت في شظاياها، والعالم أصم، أبكم، أعمى، ليت الأمم المتحدة تقر بعجزها، لنخرج إلى طرائق تحفظ حق الشهداء.
هل نستباح في ضرب خاطف، يظن العدو الصهيوني أنه يحقق فيه رسالة للإرهاب بأنه ما زال الظهير القوي له، وليتم معركته حتى النهاية وهو غافل عما يفعلون به، يزجون به في أتون نار حيث لا مفر، والموت الزؤام محقق لا محال.
ماذا حل بكم أبناء سورية، أصحاب الباب المفتوح لكل من ضاقت عليه دنياه.. الإخوة اللبنانيون. ما عادوا يحتملون بقاءكم، ضاقت عليكم الدنيا بما رحبت، فهم مثل كل من ظننتم أن طوق النجاة في ديارهم، ضجروا من وجودكم، بغياب المنَحْ.
الكل يريد قطع شرايين الحياة عن أبناء سورية، أميركا بالحصار الجائر أحادي الجانب، والأمم المتحدة ومؤسساتها، تصمت حيال قطع المساعدات عن دول اللجوء وتضيق ذرعاً تلك الدول، رغم أن السوري شهم ومنتج أينما ذهب وليس عالة عليهم.
ما بال العالم يحتكر اللؤم ويوزعه على الشعوب، مادة وحيدة بالمجان من مخزونه، ذاك ما كان يوماً مصادفة، هو من خطط الترويج للتذمر من السياسة الرسمية، قد تفلح وتجد سوقاً في أي مكان، إلا سورية الأبية، التي تفشل مشاريعهم الواحد تلو الآخر.
متى سيفهم الصهاينة أن النجيع الطهور لأبناء (السيدة) سورية مُرٌّ، ولا يصلح لخبز أعيادهم، وليقرؤوا جيداً أن كل قطرة دم من طفل، ومن شهيد وجريح، تذكرنا دائماً أن الصهاينة هم عدونا الأول، وبوصلتنا لا تخطئ إبرتها وجهة العدو الصحيحة.
متى يستفيق الغير ويثوبوا لرشدهم، ويعترفوا بالجميل، الذي آن أوان رده للسيدة التي رغم معاناتها، ما زالت جامعاتها ومساكنها تزخر بأبنائهم، ولا يطيب لهم قوت إلا من منتجها، سورية السيدة التي ما نسيت الرضيعة إيمان حجو ولن تنسى رضَّعنا
هل سنظل طويلاً على ذات المنوال، نستقبل بكامل الحفاوة، ونودع بذات التكريم، أم لا بد من وقفة مع الذات، وننطلق للبدء بالتعامل بالندية المطلوبة، ما عارضني فيه يوماً، كامل فريق العمل ونصب أعيننا دم أبريائنا من كبار وأطفال والرضّع بالذات.
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016