عن حسن نية وحب، وجهل تربوي أيضاً يسيىء بعض الأهل استخدام السلطة التربوية الأبوية بتدخل سلبي في حياة أبنائهم ،بتدخل زائد في حياة الطفل والتفكير عنه من خلال التصويب المستمر لتفسيراته وآرائه أو الحكم باستمرار على ما يفعله ليعيد تحسينه بطريقة يرضاها عالم الكبار (مثل لون هذه الرسمة ،لا تلون الأرنب باللون الأزرق ،لا تخرج اللون خارج الرسمة) دون الأخذ بعين الاعتبار عالم الطفولة وقوانينه المختلفة وإن بدت غير منطقية،وأغلبنا ذرف دموع القهر على لقيمات ابتلعها ابتغاء مرضاة أمه وخوفاً من تهديد بعقوبة حرمان من متعة ما.
ضربات تربوية ساخنة كثيرة ،يخسرها الأهل في موقف ما ، بتدخلهم السلبي في مشكلة ما بالمساعدة والإسراع في إعطاء البدائل لأبنائهم مما يحرمهم اغتنام فرصة الخروج من مأزق واكتسابهم مهارة حل المشكلات ،ولا نقصد هنا تركهم وإرادتهم وعزيمتهم ولسنا في اختبار لقياس شدة صمودهم وصبرهم أمام الشدائد والأزمات، بل من الأهمية والضرورة الوقوف إلى جانبهم بتدخل إيجابي يمنحهم الأمان والطمأنينة في الأوقات العصيبة ويحرر مشاعرهم من الهم والحزن واليأس.
اليوم ،وبعد صدور نتائج الشهادة الثانوية للدورة الثانية ،ضاعت كثير من آمال بعض الطلاب واستسلموا للإحباط واليأس بتدخل سلبي من آباء ابتلوا بسوء التقدير والتهويل لفشل هو باليقين بداية لنجاح أكبر ويكون ذلك بتفكير عقلاني وطريقة إيجابية والتحدث بلغة تشجيعية مع العقل الباطن ،بفهم وتفهم لمعايير النجاح وأولها التعلم من الأخطاء والحرص على أخذ العبر وتعلم التحدي…هل تأمل أحدنا تلك النملة كيف تكرر العمل نفسه عشرات المرات دون كلل أو ملل لتصل إلى هدفها المنشود؟.
من حيث لا ندري يأتي الأمل وقد يأتي النجاح من باب آخر غير الذي نطرقه ولكنه بالضرورة لا يأتي مصادفة ولا يأتي إلا لكل مجتهد.
رويده سليمان
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052