على طرفي رجاء وأمل يبدو المزاج الشعبي يعاني من عسر هضم جراء قرار بدء العام الدراسي في الأول من أيلول..فهو لم يتكيف بعد مع هذا التوقيت نظرا للضغط الاجتماعي الذي لم ينل قسطا من الراحة والإجازة الصيفية رغم فقرها لكثير من الاشياء وحاجة الأبناء لبعض التنفس بعد انتهاء الامتحانات والدورة التكميلية للشهادة الثانوية العامة بفروعها المختلفة..
ناهيك بالخواء الاقتصادي لجيوب العائلة السورية التي تسعى الى تأمين ما تيسر من مؤونة كانت عامرة في يوم من الأيام لكنها تتعرض اليوم إلى ريجيم قاس بحكم الظروف المعروفة للجميع..وبالتالي ليست بحاجة لأن يزاد عليها هم تأمين المستلزمات المدرسية من قرطاسية وكتاب ولباس مدرسي في توقيت شهري ومناخ واحد وبظل أسعار طائرة لايمكن اللحاق بها مهما كان حسن التدبير معصورا ومكويا ومرتبا..
هناك رغبة من شرائح مختلفة تكاد تشبه التوسل من المعلمين والمعلمات قبل غيرهم من الأهالى والأسر والعائلات بأن تعيد وزارة التربية النظر بتوقيت بدء العام الدراسي وأن يبقى كسابق عهده في الخامس عشر من الشهر القادم وأن تضاف هذه الأيام إلى نهاية الفصل الدراسي الثاني نهاية أيار.. مع الأخذ بعين الاعتبار الطقس الاجتماعي لمعرض دمشق الدولي وما يعنيه في الذاكرة الشعبية للعائلة والأبناء وكيف كانوا يتحضرون لهذا الموسم الذي يصادف مع نهاية وبداية توقيت العام الدراسي ،وكذلك معرض الكتاب الذي نحتاج جميعنا صغارا وكبارا للتمتع بهذا الموسم المعرفي الثقافي الاجتماعي بكل تفاصيله..
كثيرون طلبوا أن يصل صوتهم وأمنيتهم عبر منابر الإعلام الوطني وان كانت صعبة المنال..لكنها وجهة نظر تستحق التأمل والاهتمام بعد معاناة طويلة استطاعت من خلالها وزارة التربية بما تمثله من كوادر تعليمية وإدارية وطلابية أن تعيد الكثير من الألق للجسم التعليمي المتنوع وأن ترمم ماديا ومعنويا مساحات كثيرة من الوجع الاجتماعي والنفسي، وبالتالي ليس صعبا على الوزارة التي تحملت وزر تسع سنوات من تداعيات حرب عدوانية ظالمة كما حال كل المجتمع السوري ومؤسساته أن تنظر وترأف مجددا ببدء توقيت العام الدراسي..
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056