فـــــي المهــــرجـــــان الـبـيـئــــي الثــــالـــــث.. العـودة للطبيعة ونشر الوعي.. وحضور للمشـاريع المدرة للدخـل
لاشك أن موضوع الوعي البيئي والاهتمام بالبيئة والدعوة الدائمة للحفاظ عليها يعد من الاهمية البالغة والضرورية في وقت تتزايد فيه النداءات والدعوات للحفاظ على البيئة وحماية المساحات الخضراء والغابات من التدهور وتحدي مشاكل التلوث البيئي التي باتت تتفاقم بنسب مخيفة تعكس اثارا سلبية على مجمل تفاصيل الحياة اليومية..
ولأهمية البيئة والمحافظة عليها ونشر اكبر قدر من التوعية البيئية في حياة الفرد والمجتمع بات الاحتفال كل عام في الاول من تشرين الثاني بيوم البيئة تقليدا سنويا عبر العديد من الفعاليات والأنشطة التي تؤكد على البيئة وأهمية الحفاظ عليها من مختلف الجوانب ,علما ان هذا الموضوع يجب أن لا يكون مرتبطا بفترة زمنية محددة وباحتفالات ما وإنما هو موضوع يجب ان يكون في استمرارية دائمة لأهميته المتزايدة تباعا.
بيئة وحضارة
ضمن هذا الاطار وبمناسبة الاحتفال بيوم البيئة الوطني أقيم في قلعة دمشق مؤخرا المهرجان البيئي الثالث تحت شعار بتعاوننا نرتقي ببيئتنا على مدى خمسة ايام بمشاركة وزارات الادارة المحلية والبيئة والسياحة ومحافظة دمشق بالتعاون مع العديد من الوزارات والمؤسسات والهيئات والنقابات وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة والجمعيات الاهلية البيئية بما يؤكد دور العمل التشاركي وأهميته في التوعية للحفاظ على البيئة وحمايتها..
وشهد المهرجان مشاركات متنوعة للعديد من المعروضات والأعمال من مختلف الجهات التي تعزز دور البيئة وأهمية الاستفادة من مخلفات البيئة والعمل في مجال اعادة تدوير المخلفات واستثمار عطاءات الطبيعة في انتاج العديد من المنتجات التي تعكس فائدة اكبر للفرد والمجتمع.
عودة إليها

العودة للطبيعة امر هام وضروري فهناك صناعات الصابون والشامبو والبلسم وغير ذلك من زيوت عدة لاسيما زيت الزيتون والغار وزيت اللوز والاستفادة من الاعشاب المتعددة الاستعمالات.
وبين المشارك ضمن وزارة السياحة ماهر قيتابي اهمية المشاركة في المهرجان البيئي حيث شملت المعروضات المشاركة بأنواع متعددة من الصابون الطبيعي والشامبو والبلسم والمصنعة من اضافات الزيوت والشوفان والعسل والكركم والحبة السوداء والحلبة وحصى البان والميرمية وعصير الليمون وغيرها بما يعزز دور الطبيعة والبعد عن الاضافات الكيميائية نظرا لخطورتها المتزايدة ونشر اهمية البيئة والطبيعة.
المرأة حاضرة
تنوعت مشاركات جناح نقابات عمال دمشق لتؤكد تعزيز دور المشاريع الصغيرة للمرأة العاملة بهدف زيادة دخلها وتأمين مورد رزق مناسب لها، حيث اوضحت المدرسة أمل الصائغي أهمية المشاركة في المهرجان عبر كثير من المعروضات والأعمال من مواد فنية وشمع وتنزيل فضة على الزجاج والاستفادة من نفايات البيئة والرسم على الزجاج وصنع اكسسوارات بأنواعها ورسم على الحرير، لافتة لأهمية اقامة المزيد من الدورات التدريبية للعاملين حول اعمال الكروشيه وإعادة التدوير للأقمشة لتأهيل النساء اكثر والارتقاء بدور المرأة ونقل التراث القديم للأجيال.
وكان لمنتجات القمح الصافي حضورها الملفت والذي لاقى اقبالا ملحوظا من الزائرين للمهرجان وشرحت منى الشومري من جمعية نساء سهوة بلاطة التنموية عبر مشاركات سياحة دمشق كيفية انتاج انواع عدة من القمح والتميز في صنع خبز الصاج للمخبز الخيري وأنواع من الحلو والكعك، اضافة لمشاركات في مجال النباتات الطبية العطرية وهذه هي المشاركة الثالثة في المهرجان والعمل مستمر لإكمال أهداف المخبز لتشغيل اكبر عدد من العاملين وتحقيق الاكتفاء الذاتي والمساعدة في تأمين مستلزمات الاسرة في ضوء الظروف المعيشية الصعبة.
ومن طرطوس بينت المشاركة في المهرجان ميادة عيزوق ان المهرجان فرصة لتبادل المعارف والخبرات والإطلاع على اعمال المشاركين من عدة محافظات حيث شاركت بمجموعة من المعروضات من اعمال يدوية من انتاجها متعددة الفنون والأشكال بهدف تأمين مورد ودخل مناسبين للنساء المعيلات للأسرة.
وتمنت سمية الحوش المشاركة في المهرجان بمنتوجات عرنة وجبل الشيخ من العصائر والخل ودبس الرمان والتوت الشامي والفواكه المجففة والمربيات، توسيع دائرة المشاركة اكثر لاحقا بما يعكس فائدة اكبر في نشر الوعي البيئي والاستفادة من منتجات الطبيعة وتحقيق مردود مادي اكبر وزيادة الخبرة والتعرف بين جميع المشاركين.
وبينت ممثلة جمعية حقوق الطفل فاتن دعبول اهمية المشاركات والمعروضات للاطلاع وتعزيز دور الوعي البيئي بشكل عام ويتم العمل على مشروع تدوير الورق الذي يركز على جمع الورق التالف من بقايا الصحف وغير ذلك ونشر ثقافة فرز المخلفات وتجميع الورق وعدم هدره وعمل العديد من الاعمال التي يعود ريعها لتخديم الاطفال الايتام والعمل لأجل تحقيق بيئة نظيفة للطفل.
المشاركات نصرة شلهوب وأميرة ابو عساف وفايزة فيصل وثورة الصالح من مديرية المرأة الريفية في محافظة السويداء اكدن على الفائدة التي تعكسها المشاركة في المهرجان البيئي ، واثبات دور المرأة الريفية ومشاركتها في مختلف المجالات وتعزيز دورها في العمل والمسؤولية. وتنوعت معروضات المشاركات بين منتجات أنواع الفواكه المجففة وعرض منتجات الزبيب ومجفف التفاح والتين ودبس العنب والتفاح والخل والمربيات بأنواعها والحبوب وصنع الحلويات بمختلف انواعها بما يحقق دخلاً افضل للمرأة تعتمد فيه على نفسها وتعيل أسرتها.
من جهتها النحالة السورية ملك حلاق اشارت للمشاركات المهمة في المهرجان حيث تشارك للمرة الثانية بمنتجات متنوعة من مختلف انواع العسل ومنتجات خلية النحل وصابون العسل وكريمات العسل والمشاركة بهدف الاطلاع والتعريف بأهمية النحل في البيئة والطبيعة والتعريف بمنتجات خلية النحل مثل العسل وحبوب الطلع والعكبر وسم النحل والتعريف بأهمية العسل وفوائده وان العسل قابل للتجمد وهذا من خواص العسل الفيزيائية حيث ثقافة النحل تحتاج الى نشرها، فمعظم الناس يعتبرون العسل الجامد هو عسل مغشوش ولكن في الحقيقة العسل قابل للتجمد وبهذه الطريقة يحافظ العسل على خواصه وقيمته الشفائية والنحل مرتبط بالبيئة وضروري جدا المحافظة على البيئة لاستمرار حياة النحل وإنتاج العسل.
وسجل قسم الاتصالات البصرية في مشروع «بكرا النا »حضورا في المهرجان، ولفت حمود الحسين وآلاء حبوس ان هذه هي المشاركة الثانية في المهرجان عبر اعمال من مواد عجينة السيراميك والورق واعادة تدوير الخشب وأعمال الجبصين والسيليكون وإعادة تدوير مخلفات البيئة والورق والكرتون والبلاستيك والخشب وحجر السيراميك بهدف اظهار قيمة الاستفادة من الخامات الموجودة وتحويلها لتحف فنية وجمالية والاستفادة منها.
مشاركة مجتمعية..
مديرة بيئة دمشق المهندسة وديعة جحا اكدت أن الهدف من المهرجان تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة وأهمية المشاركة المجتمعية فيها، خاصة مع تنفيذ حملات نظافة وتشجير، وحملات لترشيد استهلاك الطاقة، ولقاءات توعوية حول إعادة تأهيل وتنظيف نهر بردى، الأمر الذي يعزز علاقة الإنسان بوطنه وبيئته، ومن خلاله يمكن التوجه إلى الأجيال الجديدة كوسيلة للتوعية والتثقيف.
وشهد المهرجان فعاليات وأنشطة عدة منها عروض رياضية وتكريم الفائزين بالماراتون الرياضي، مع توزيع الميداليات والشهادات والهدايا التقديرية في قلعة دمشق، بالإضافة إلى المعارض التي شملت لوحات في الفن التشكيلي، وأخرى بيئية لأعمال فنية معاد تدويرها، وورشات رسم وأعمال تراثية وبيئية من جمعية شام الياسمين للتراث الدمشقي، والتأهيل المهني في باب شرقي ، مع تنفيذ حملة تشجير، والتي نفذتها مديريتا البيئة والحدائق بدمشق، وفرع دمشق لاتحاد الحرفيين، و تنفيذ حملة تشجير على طريق المتحلق الجنوبي تضمنت زراعة 1500 شجرة، تأكيداً على ضرورة الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية ومكافحة التلوث ، وحماية البيئة والعديد من العروض المتعلقة بالبيئة، مع القيام بحملات نظافة وتوعية في مختلف مناطق دمشق بالتعاون ما بين مديريتي النظافة والبيئة بدمشق وعدد من الجهات المشاركة، وأقيم رصد فلكي للتلوث البيئي من قبل الجمعية الفلكية السورية.
مريم ابراهيم
التاريخ: الخميس 21-11-2019
الرقم: 17128