تخيلي أنك..!

دفنت كل خباياها المؤقتة وغالباً تبتلع حالتها..!
حين كانت تنساق خلف نبات «الخبيزة» الذي ينتشر في حيها، حاملة الكيس الأصفر، سرعان ماتتذكر (جين اير) تلك الفتاة التي صاغتها شارلوت برونتي (1816-1855) وهي تتسلق على المروج هرباً بعد أن اكتشفت ان لروشيستر زوجة، ويبدأ صراعها بين مبادئها وأخلاقياتها، وحبها.. وعبر هذه البطلة أحدثت برونتي تغييراً شاملاً في الفن الروائي.
(اليزابيث بينيت) بطلة (كبرياء وغرور) للروائية جين اوستن، جسدت قوة الحب من خلال شخصية دارسي ذي المنزلة الاجتماعية الرفيعة.. والذي يتخلى عن غروره ومكانته الاجتماعية في سبيل حبيبته..!
روايات لاتحصى كتبت من قبل روائيات أو روائيين..خلدت بطلات.. كلما دخلنا في زواريب الحياة وانفلاتاتها نلتقي بهم، قد لاتطول الجلسة الرومانسية اذ سرعان مانغادر إلى رؤى فكرية كالتي عشناها في روايات أورهان باموق، أو خوسيه ساراماغوا..
في رواية العمى.. لايمكن أن ننسى زوجة الطبيب التي بقيت مبصرة، رغم ان كل من حولها أصيبوا بعدوى العمى.. وكيف تنجح أخيرا في إنقاذ زوجها بعد ان تفانت في خدمته ومرافقته..
هي حكاية حب، وحكاية بطلة لم تفقد بصيرتها..!
في رواية الحياة الجديدة لأورهان باموق، او في رواية البيت الصامت.. يتتالى حضور النساء..
رحلاتنا مع بطلات قبعن في عمق التاريخ..
تسلقن إلينا.. ورمنينا في أودية التمرد.. وتسلقن عبرهن أغشية حب لاينسى.. ولكن ماإن نحاول أن نعبر معهن بوابة المعاصرة.. حتى يهزأن من معايير لم يخلقن لها..
لقد تبدل الزمان.. وطالما أننا نمر في هذه الأوقات..
سنكتفي حالياً كل ليلة.. إلى أجل قد يطول، بدخول بطلات يؤنسن ليالينا المظلمة.. ولكن ما إن يكتشفن كم تبدلنا حتى يهرعن.. إلى غير رجعة.. تاركين إيانا نتذكر أعيادهن بتلك الطريقة التي لاتخلو من طرافة ومبالغة تميل عاماً إثر آخر لتغطي ملامح الذكرى صورة كرتونية قابلة للتشكل والتدوير.. على شكل أقنعة تصلح لكل المناسبات..!
soadzz@yahoo.com

سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 9-3-2020
الرقم: 17212

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع