ثورة أون لاين – فردوس دياب:
يطبع القلق والتوتر سلوك أبنائنا خلال فترة الامتحانات، وهذا يعزى إلى الآثار والارهاصات التي يخلفها وراءه الامتحان في نفوس التلاميذ والطلاب، فيما بات يعرف ب (القلق الامتحاني ) الذي يسبق ويصاحب تقديم التلميذ والطالب لامتحاناته، لكن الأهم في هذا كله أن هذا القلق هو طبيعي جداً وليس حالة مرضية، إلا إذا تجاوز الحدود المعقولة والمنطقية، فعندها يجب البحث في أسبابه الحقيقية التي دفعت الطالب الى الخوف الشديد من الامتحان.
ويعرف القلق الامتحاني بأنه عبارة عن حالة إحساس الطالب بانعدام الراحة النفسية وتوقع حدوث العقاب ويصاحبه الشعور بفقدان الفائدة والرغبة في الهروب من الموقف الامتحاني، كما يظهر من خلال الأعراض أو المظاهر التي تبدو على الطالب في الجوانب الانفعالية والمعرفية والجسمية في أثناء تأديته للامتحان ، وهذا ما ينعكس على سلوكه وتوافقه الشخصي مع المحيط الاجتماعي، حيث يعد قلق الامتحان أحد العوامل المعيقة للتفوق بين الطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية .
وللقلق الامتحاني نوعان، الأول مرضي ويشكل عائقا أمام تحصيل الطالب الدراسي ولاسيما في حالة تجاوزه للحدود الطبيعية، اما الثاني فهو القلق الصحي و هو شيء طبيعي يسرع في عملية التحصيل الدراسي ويزيد من فرص التعلم ويسمى هذا القلق بالقلق الدافعي.
كما يصنف القلق الامتحاني الى عدة أشكال، أهمها القلق الشعوري، حيث يعي الطالب أسبابه ويمكنه تجاوزه وقد يكون من حيث شدته بسيطا أو حادا بحسب شخصية الطالب والأسباب التي تؤدي إليه ،وقد يكون مؤقتا ،أي أسبابه تكون مؤقتة ،وهناك أيضا القلق المحدد لكونه يرتبط بموضوع محدد، وقد يكون خارجيا لأن أسبابه مرتبطة بظروف خارجية ، كما أن هناك أعراضا مصاحبة للقلق تظهر من خلال تسرع في دقات القلب ونوبات من الدوخة والإغماء وتنميل في اليدين أو الذراعين. بالإضافة الى الغثيان أو اضطراب في المعدة والشعور بألم في الصدر و التعرق وضعف الأعصاب والانفعال الزائد وعدم القدرة على الإدراك والتمييز ونسيان الأشياء وزيادة الميل الى العدوان .
و هناك مجموعة من الخصائص يشعر بها الطالب المتوتر، أهمها الانزعاج من أدائه والتفكير بأداء الآخرين وتنتابه ردود فعل واضطرابات فسيولوجية مختلفة، وتساوره بصورة متكررة مشاعر العجز وعدم الكفاية لإنهاء المهمة المكلف بها بسبب ضعف ثقته بنفسه ، كما انه يتوقع العقاب وفقدان الاحترام والتقدير من الآخرين وانتقاد الذات والشعور بالضعف الشخصي، وبالإضافة الى توقع الفشل وفقد احترام الذات والتفكير في البدائل التي يمكن اللجوء إليها في حالة فشله في أداء الامتحان .
أما بالنسبة لمصادر القلق الامتحاني فيعود أغلبها الى المبالغة في تقدير أمر النجاح والفشل، خاصة لطلاب البكالوريا والتاسع، فدخول الامتحان عندهم كدخول معركة، كما يمكن ان يكون الطالب نفسه أحد مصادر القلق، عندما لا يقوم بواجبه الدراسي، حيث يشعر أن دراسته كانت غير كافية وبذلك يستثار عنده الشعور بالذنب، بالإضافة الى أن الأسرة أيضا قد تكون مصدراً لقلق الطلاب من الامتحان بسبب اهتمامهم الزائد بالمستقبل الأكاديمي لأبنائهم، لأن قلق الامتحان ينمو في المواقف الأسرية في السنوات المبكرة من حياة الفرد، كما ان المعلمين من الممكن أن يكونوا المصدر الرئيس لظهور القلق الامتحاني، خاصة عندما يظن بعضهم أنه بمعركة مع الطلاب ،ونقصد هنا بعض مراقبي الامتحانات الذي يدخلون قاعة الامتحانات وهم مشحونون بالعصبية والتوتر المفرط.
إن الثقة بالنفس لها دور كبير في القضاء على التوتر والتشتت والارتباك عند أبنائنا الطلاب والتلاميذ، وكذلك فإن أخذ فترات منتظمة من الراحة أثناء الدراسة يعتبر أمراً ضرورياً من أجل الترويح عن النفس وتجديد الطاقة والنشاط وتحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة، وأيضا النوم باكرا و تناول وجبة الفطور، لأن الحرمان من الغذاء يؤثر سلبا على عمليات الحفظ والتذكر وتنظيم الأفكار، كما يتوجب عدم البحث عن الأسئلة المتوقعة لأن ذلك يربك ويشوش الذهن والأفكار