ينتظر طلابنا بفارغ الصبر صدور نتائج الثانوية العامة بعد عام دراسي طويل كان ثقيل الوطأة على مجريات العملية التربوية والتعليمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، خاصة بعد زيارة فيروس كورونا الذي طرق جميع أبواب الدول وهدد استقرارها الصحي والاقتصادي والاجتماعي وغير تنظيم الحياة العامة لمعظم الشعوب .
فاستنفار وزارة التربية بكوادرها واداراتها كافة، وتحمل الأسر السورية لأعباء مضاعفة تخطت حدود قدرتها على الصبر والتحمل انعكس سلبا على نفوس الأبناء الذين ضاقت بهم مساحة الأحلام وتبعثرت بعض أمانيهم، مختصرة العديد من طموحاتهم التي يرغبون في تحقيقها والوصول اليها.
طلابنا ورغم كل الوقت الكافي والزائد حتى عن الضرورة، الذي منح لهم إضافة إلى الأيام المتباعدة بين جميع المواد الامتحانية لكن للأسف بقيت نسبة لا بأس بها من طلابنا وطالباتنا لم يستوعبوا قيمة استثمار الوقت ويروضونه لصالحهم، فما رأيناه وسمعناه من شكاوى البعض وعدم قدرتهم على التركيز نتيجة الخوف والقلق والتوتر والسهرالطويل لاشك أرهق الجسد والجملة العصبية وحرم هؤلاء حالة التركيز والإجابة على أسئلة الامتحان بدقة وهدوء نفسي.
تعترف الطالبة نجاة المشهود لها بذكائها واجتهادها وقدرتها على الحفظ في إحدى مدارس ريف دمشق كيف أضاعت من يدها في مادة الرياضيات أخذ العلامة التامة على بعض الاسئلة النظرية وحل المسائل، نتيجة سهرها لفترة متأخرة من الليل مع تناول المنبهات المختلفة .. بعدما امتنعت عن الإصغاء لنصيحة الأم وهي مدرسة لمادة الفيزياء، بأن تأخذ ساعات كافية من النوم ما يساعد في عملية التذكر وانسياب المعلومات من دون ضغط او ندم فيما بعد.
ربما كثير من الطلبة يتحضرون للدورة التكميلية التي أعلنت عنها وزارة التربية مؤخراً، فعسى أن يكون هؤلاء قد استفادوا من اخطائهم، واستهتار البعض بقيمة الزمن وهدر الوقت، ومراودة البعض أن يتمكنوا من الغش والنقل، من دون حساب لعواقبه الخطيرة على مستقبل الطالب.
أيام وربما ساعات تفصلنا عن إعلان النتائج العامة لتصبح الحدث الأبرز على موائد نقاشات السوريين، وما بين راض ومتفائل، وحزين ونادم، يعاد ترتيب الأولويات حسب قناعة كل شخص، بغض النظر عن إمكانية تحقيق الأحلام والرغبات والتي باتت ضاغطة على طموحات التفكير بالمستقبل المفتوح على جميع الاحتمالات.
عين المجتمع – غصون سليمان