الثورة أون لاين -باسل معلا:
تابع السوريون يوم أمس صدور مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة والتي شملت تغييراً لا بأس فيه من الوزراء باهتمام كبير والحق يقال إن الشخصيات التي دخلت مؤخراً تتمتع بالسمعة الحسنة والخبرات العملية والعلمية التي تؤهلهم لممارسة مهامهم بكل فاعلية لتحقيق النتائج المرجوة.
الملاحظ أن التشكيلة الحكومية لاقت قبولاً حسناً لدى السوريين الأمر الذي يحملهم مسؤولية وطنية كبيرة وصعبة، فالتحديات ضخمة ومعقدة والإمكانات محدودة وقليلة، والمطلوب كثير وكبير، وبالتالي ففرص النجاح قليلة وربما تكاد تكون نادرة.
مطالب الجمهور معقولة وليست عالية السقف، فاليوم الجميع يبحث عن تأمين حاجاته الأساسية بطريقة يحفظ فيها ماء الوجه وعليه يجب على المسؤولين الجدد أن يعملوا بجد ونزاهة لتأمين هذه الحاجات بطرق غير تقليدية، فالأولوية اليوم لتحسين الواقع المعيشي، والذي تعرض مؤخراً لأكثر من انتكاسة أثرت سلباً في القدرة الشرائية للسوريين.
الأولوية الثانية لها علاقة بالنهوض بواقع الخدمات بمختلف أشكالها وأنواعها، واليوم الظرف مساعد وخاصة مع انتصارات أبطال الجيش العربي السوري وعليه لا موانع أمنية ولا لوجستية لتقديم أفضل الخدمات، وبالتالي تحقيق تناسب بين الواقع السياسي والعسكري للدولة السورية والواقع الاقتصادي والخدمي.
أهم نصيحة ربما أستطيع تقديمها للمسؤولين الجدد هي أن يكونوا صادقين وشفافين، وهو أمر لم تنجح فيه الحكومات السابقة وهو أحد أهم أسباب ضعف الثقة، وعليه يجب أن تكون الشفافية منهاجاً لعمل الحكومة، ومن المؤكد أنها ستواجه تحديات مستقبلاً في ظل ظروف الحصار والحرب في تأمين بعض الخدمات لفترة، وعليه يجب أن تتمتع بشفافية وصدق، والمواطن قادر على أن يستوعب الصعوبات والتقصير المبرر في حال علم فيه واطلع على الواقع بصدق، وهو أمر لطالما وجه فيه السيد الرئيس في أكثر من مناسبة.
نتمنى التوفيق والنجاح للحكومة الجديدة وأعود وأذكر أن الآمال معقودة عليهم لتقديم الأفضل للسوريين لأنهم يستحقون.