التطبيع.. عندما يكافأ المجرمون بهدايا مجانية

لا نعرف إلى أي مدى سيكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإلى جانبه رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو محظوظين بالهدايا الانتخابية المجانية التي تنهال عليهما هذه الأيام، حيث الأول يقف على فوهة بركان خسارته المحتملة في الانتخابات الرئاسية بعد أيام قليلة، على ذمة استطلاعات الرأي الأميركية في حال صدقت هذه المرة بتنبؤاتها، والثاني يواجه معضلة التهديد بالانتخابات المبكرة وتهم فساد ورشوة قد تقصيه عن الحكم، وكذلك بات عصياً على الفهم هذه الهرولة المتسارعة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، وما الذي ستجنيه الأنظمة المطبعة من فوائد ومكاسب تخدم مصلحة شعوبها، ولماذا هذا الانقلاب الصارخ على “اللاءات الثلاث” لتتحول إلى الاتجاه المعاكس تماماً، وهل سيكون ساكن البيت الأبيض الجديد بحاجة إلى “هدية” أخرى أكبر وزناً وعد بتقديمها النظام السعودي بعد الانتخابات؟!.
وما يلفت النظر سؤال له الجانب الأكبر من الأهمية، هو أن الأنظمة المطبعة هل كانت تنتظر حصول هذه الحرب الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها سورية اليوم، حتى تجاهر بتنكرها الصارخ لحقوق الشعب الفلسطيني، وتعلن ولاءها للكيان الصهيوني؟ وهنا أيضا يصبح التساؤل مشروعاً، هل مسلسل التطبيع هذا، هو بالفعل هدية انتخابية لـ”ترامب ونتنياهو”، أم هو لمحاصرة سورية كحلقة من مراحل الحرب التي تتعرض لها، ويأتي في إطار السعار الأميركي المحموم لتطويق محور المقاومة ككل بهدف خضوعه للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة؟ ربما التذكير بمسألة انخراط العديد من الأنظمة المستعربة بالحرب على سورية، بدءاً من لحظة تجميد عضويتها في”الجامعة العربية” بقرار أميركي وصهيوني، وصولاً إلى الدعم المباشر الذي قدمته تلك الأنظمة للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى الإجراءات الكيدية الموازية ضد المحور المقاوم يقدم صورة واضحة للإجابة.
الكذبة الأكبر التي تتصدر عناوين مسلسل التطبيع هي: “تحقيق السلام والأمن والازدهار للمنطقة”، لا نعرف كيف لكيان غاصب يحتل الأرض، ويرتكب أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، ويمارس بحقه أعلى درجات العنصرية، ويهجره من أرضه، أن يعرف معنى “السلام”، ولا نعرف أيضا كيف لكيان يمارس إرهاب دولة ممنهجاً ومنظماً، ويواصل اعتداءاته السافرة على شعوب المنطقة أن يعرف معنى مفهوم “الأمن”، وكذلك لا نعرف كيف سيعم “الازدهار”، وهذا الكيان يعمد إلى جانب داعمه الأميركي إلى نهب ثروات شعوب المنطقة، وثمة دول قضت دهراً طويلاً في أحضان التطبيع، لم نسمع أنها تنعم بالازدهار والاستقرار.
خلافاً لكل الادعاءات الكاذبة التي يمتطي سرجها معشر المطبعين، فإنهم بهرولتهم تلك يساعدون الكيان الصهيوني في عملية قتله للسلام، ويمكنوه أكثر من رقابهم، فهو لا يريد بالأصل هذا السلام، ولا يسعى إليه، وهو لا يزال يرفض كل متطلباته، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وهو يسعى من وراء التطبيع لشرعنة احتلاله، وأن يكون الآمر الناهي في المنطقة بعد استكمال مشروعه التخريبي والتقسيمي، هم في الحقيقة يكافؤونه اليوم على احتلاله وعدوانه وبلطجته وعربدته، وبتنا لا نعرف حقاً، هل سيحترم الثنائي الإرهابي “نتنياهو- ترامب” أولئك المطبعين على هداياهم المجانية تلك، وربما يأتي الجواب لاحقاً من تفاصيل الاتفاقيات الموقعة، وما تتضمنه من بنود مجحفة ومذلة تمس بسيادة الدول المطبعة.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
دلالات سياسية بمضامين اقتصادية.. سوريا تعزز تموضعها الدولي من بوابة " صندوق النقد الدولي والبنك الدو... سجال داخلي وضغوط دولية.. سلاح "حزب الله" يضع لبنان على فوهة بركان لجنة لتسليم المطلوبين والموقوفين في مدينة الدريكيش مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ...