يشكل صدور المرسومين 27 و 28 الصادرين عن السيد الرئيس بشار الأسد مصدر أمل وتفاؤل للعاملين في وزارة التربية “مدرس- مدرس مهندس- معلم صف – مدرس مساعد- المعلم”، إضافة إلى من يعملون في عمل إداري، ومعلمي الحرف، والعاملين في مناطق نائية، إضافة إلى العاملين المعينين بوظيفة مرشد نفسي أو مرشد اجتماعي أو المكلفين بالعمل بإحدى هاتين الوظيفتين، حيث حملت تفاصيل هذين المرسومين عدالة للجميع من دون استثناء، ولاسيما أن المرسوم 27 قد أولى الموجودين ضمن القاعات الصفية ما يستحقونه نظراً لدورهم بنشر العلم والمعرفة، وتطوير معارف وأدوات التلاميذ والطلاب، والوقوف في وجه محاولات الترهيب وتعطيل العملية التعليمية. فمن يقرأ مواد المرسومين وحيثياتهما يدرك نقاطاً مهمّة من حيث توزيع نسب التعويض، كلّ حسب مكانه ووظيفته.
إذا المرسومان بكل تأكيد سيكون لهما تأثير على مسار العملية التربوية التعليمية كونهما أنصفا المعلمين والمدرسين في ظل الظروف المعيشية الصعبة جداً، فهم يبذلون جهوداً مضاعفة مع التطور الحاصل للمناهج ومواكبة التكنولوجيا، ويقاوم الكثيرون منهم بشدة العروض المغرية التي يتلقاها المدرّس الاختصاصي من المدارس الخاصة، ما أدى إلى تراجع المستوى والنقص العددي للمعلمين في المدارس الحكومية.
كما أنهما يشكلان إنصافاً للمعلمين، واحتراماً لمكانتهم الاجتماعية، ناهيك عن أن تخصيصهم بنسب متفاوتة بين من هو داخل الصف وبين من هو مُحال لعمل إداري، يعد عاملاً تحفيزياً لتحسين الأداء، والقيام بالواجب على أكمل وجه، وكما أشرنا المرسوم ميز العاملين في السلك التعليمي عن الأعمال الإدارية، وهذا بدوره يحد من الإقبال على الوظائف الإدارية التي بات المعلمون يقبلون عليها خلال الفترات الماضية، كما أنه يشجع الكثير من المعلمين على الالتحاق بالتدريس بالأرياف خاصة في ظل إضافة نسبة 25% على الأجر الشهري للمدرسين في المدارس الموجودة في المناطق النائية بمعنى أنه يحد من حجم الإقبال على الأعمال الإدارية، إضافة إلى أنه حقق طموحات ومطالب الكثير من المعلمين، وانعكس إيجابا عليهم ، الأمر الذي سيؤدي إلى نتائج جيدة وهامة على جميع المستويات.
وكما قلنا هناك شريحة واسعة من المعلمين تستفيد من مزايا هذين المرسومين الهامين، حيث جاءا في ظرف واقع معيشي صعب جراء الحصار الاقتصادي وظروف الحرب العدوانية على سورية، إذ إن المعلمين من الشرائح الهامة والواسعة في المجتمع وتلقى كل الاهتمام والرعاية من قائد الوطن، نظراً للدور الهام الذي يقوم المعلمون به في العملية التربوية والتعليمية وبناء الأجيال التي تبني المستقبل في جميع المجالات.
حديث الناس- اسماعيل جرادات