بدا واضحاً أن اتحاد كرة القدم يؤثر الصمت على الكلام في الموضوعات الإشكالية، أوتلك التي يكثر حولها اللغط والتأويلات، وليس ذلك وقفاً على المسابقات المحلية، بل يتعدى إلى المنتخب الذي تربطه به علاقة تنظيمية إدارية وفنية لا علاقة تبعية أو ملكية حصرية، ومن هذا المنطلق فإن المنتخب بأحواله وشجونه وهمومه لا يمكن أن يبقى بعيداً عن التصريحات الرسمية التي تعبر عن الرؤية الاتحادية المعتمدة، ويعمد إلى منصات التواصل الاجتماعي لتشرح هذا الأمر أوتميط اللثام عن تلك الأسرار.
وقد يبدو منطقياً إيثار الصمت حيال الشؤون التحكيمية والأخطاء التي يقع بها قضاة الملاعب في الدوري، وإبقاء الإجراءات والعقوبات المتخذة بحقهم طي الكتمان، حفظاً على هيبتهم وسمعتهم، بيد أن هذا السلوك ليس مقبولاً عندما يتعلق الأمر بالمنتخب من المدرب إلى اللاعبين مروراً بالإداريين والفنيين.
لم يصدر عن اتحاد كرة القدم أي تصريح أو تلميح عندما ألقى مدرب المنتخب ملاحظاته وعتبه على الاتحاد في تحديد موعد مباراة السوبر من دون إعلامه أو استشارته، كما ركن اتحاد الكرة إلى السكون فلم يعلق ولو بكلمة واحدة على استبعاد أحد اللاعبين المحترفين في الدوري السعودي من المنتخب قبيل مباراتيه الوديتين مع أوزبكستان والأردن، ولم نسمع شيئاً عن رأيه في الأداء وخصوصاً في المباراة الثانية التي كانت باهتة وبلا طعم ولا لون ولا رائحة، وفي الوقت الذي سمعنا من المدرب تأكيداً على الاستمرارية مع المنتخب لم نعرف رأي الاتحاد في هذه القضية.
يستحق المنتخب والإعلام الذي يسانده ويدعمه ويؤازره الدعوة لمؤتمر صحفي، يظهر الخفايا، ويوضح المستور، ويبدد الضباب، ويكسر جليد الصمت.
ما بين السطور – مازن أبوشملة