الثورة أون لاين – سامر البوظة :
مع اقتراب الاحتفالات بنهاية العام الجاري وارتفاع عدد الإصابات والوفيات جراء الوباء المستجد, لا يزال كابوس كورونا يؤرق العالم مع سرعة انتشاره وتحذيرات العلماء من شدة الموجة الثانية التي بدأت تضرب معظم دول العالم خاصة مع قدوم فصل الشتاء, في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة ومعظم دول القارة العجوز تحصد نتائج فشل حكوماتها في التعامل مع الجائحة وإيجاد لقاح مناسب للحد من انتشار الفيروس, على الرغم من كل الوعود والمساعي المستميتة التي بذلتها في سبيل ذلك, وهو ما تعكسه حالة القلق والرعب الذي تعيشه جراء الأرقام القياسية التي سجلت في الساعات الأخيرة في أعداد الإصابات والوفيات, والذي تجلى بالإجراءات الاحترازية المشددة التي عاودت معظم تلك الدول إلى تطبيقها في محاولة حثيثة منها لإنقاذ عطلة عيد الميلاد, للاحتفال بها وسط تقاليد وعادات معينة اعتادوا عليها.
العديد من الدول اتخذت إجراءات مضاعفة للتعامل مع الأزمة, أبرزها الولايات المتحدة التي سجلت أعلى حصيلة يومية على الإطلاق للإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس المستجد, بعد أن بدأت الاثنين حملة تلقيح واسعة النطاق، ترمي في مرحلة أولى إلى تطعيم 20 مليون شخص خلال كانون الأول الجاري, في وقت تعهد الاتحاد الأوروبي ببدء التطعيم قبل نهاية العام.
ومنذ أسبوعين يواصل عدد الإصابات اليومية الجديدة بالوباء تسجيل أرقام قياسية في الولايات المتحدة، كما يواصل عدد مرضى كوفيد-19 الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات الارتفاع.
وأحصت الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا جراء الوباء في العالم (307,076 وفاة) الأربعاء وفاة أكثر من 3784 شخصاًوإصابة أكثر من 250 ألفا آخرين بالفيروس خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية هي الأعلى على الإطلاق في هذا البلد، بحسب بيانات نشرتها جامعة “جونز هوبكنز”. وهذه هي المرة الثالثة خلال هذا الأسبوع التي تتجاوز فيها حصيلة الوفيات اليومية في الولايات المتحدة عتبة الثلاثة آلاف وفاة.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أن نائب الرئيس مايك بنس وزوجته كارين سيتلقيان اللقاح الجمعة أمام الجمهور, وذلك لتعزيز ثقة الأميركيين باللقاح والتأكيد على سلامته وفعاليته, “حسب زعمهم”.
وفي وقت دفع ارتفاع الإصابات بالمرض دول عدة إلى تشديد القيود لاحتواء تفشي الوباء، أعلنت ألمانيا أيضا أنها ستباشر حملة التلقيح في 27 كانون الأول، وهو موعد يرجح أن يكون هو نفسه في كل أرجاء الاتحاد.
وسجلت ألمانيا الأربعاء عددا قياسيا من الوفيات بلغ 952 خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فيما بلغ عدد الإصابات الجديدة إلى 27728.
وبعد ضغوط مارستها برلين، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أنها ستبحث في الترخيص للقاح فايزر/بايونتيك في 21 كانون الأول بدلا من 29 كما كان مقررا في السابق.
وقالت فرنسا إنها ستتلقى حوالى 1,16 مليون جرعة بحلول نهاية العام، مع 2,3 مليون جرعة إضافية في الشهرين المقبلين.
وشددت الدنمارك وفرنسا وهولندا وتركيا القيود, في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الإسباني من ارتفاع عدد الإصابات في بلده.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت أن أكثر من 137 ألف شخص تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في الأسبوع الذي جاء بعد بدء التلقيح.
ومع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة أوصت منظمة الصحة العالمية بوضع الكمامة خلال اللقاءات العائلية محذرة من احتمال مرتفع لموجة وبائية جديدة مطلع 2021 في أوروبا.
وسجلت البرازيل عدد إصابات قياسي بلغ 70574 إصابة جديدة في يوم واحد، رغم أن مسؤولين باتوا يعترفون بأن الأعداد الحقيقية أعلى من الحصيلة الرسمية، فيما أعلنت البيرو وهي من بين الدول التي تسجل أعلى معدل وفيات جراء الوباء نسبة إلى عدد السكان، أنها لا تعرف متى ستتمكن من الحصول على مخزون اللقاح المطلوب.
إلى ذلك قال ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف: إن الاستراتيجية التي اتبعتها بلاده لمكافحة فيروس كورونا فشلت، واصفا عام 2020 بأنه “رهيب”.
وتعرضت السويد لانتقادات على نطاق واسع بسبب نهجها غير التقليدي في التعامل مع الوباء، والاعتماد أكثر على المبادئ التوجيهية وعدم فرض ارتداء الكمامة