في ساعة الزمن يقف المؤشر عند طبيعة الحدث الأبرز لذاك الفعل، الذي ردد صداه منذ ثمانية وخمسين عاماً دوران العجلة للانطلاقة الواثقة نحو الأمل والعمل.
في شهرآذار تنتعش أوردة الحياة كما خلايا الجسد من جديد وتعطي الأرض بركتها لمن يستحق.
فالشعار المعنوي الذي ألفناه كقيمة ورمز وعنوان لمرحلة غنية من تاريخ سورية، أن الأرض لمن يعمل بها ،واليد المنتجة هي العليا في ثقافة المجتمع وقوانين الطبيعة، ففي العرف الوطني والأخلاقي، تبقى الأرض عنوان وجود وهوية وطن.
لذلك كان وما زال وسيبقى الفلاح السوري صاحب الرؤية الأوسع في مدّ شرايين التنمية من ينابيع الزراعة وجداولها المتفرعة على امتداد جغرافية الوطن بعد أن هندست ثورة الثامن من آذار عام ١٩٦٣ خطة العمل وطبقت الأحكام التنفيذية بعد التخلص من شريحة المنتفعين والمستغلين من حواشي التجار والعملاء التابعين لأسياد مستعبدي الشعوب وناهبي خيراتها.
في روزنامة الثامن من آذار ثمة معطيات كثيرة تبدلت وتغيرت على مدى ثمانية وخمسين عاماً، فقد كانت بذرة الخير الأولى كما سنبلة القمح، راكمت عطاءاتها على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وحققت إنجازات عظيمة ومكاسب جمة لأبناء المجتمع.
مفردات ثورة العامل والفلاح ، بنت سورية بمقدرات الأرض وماتحتضنه من خيرات وثروات ما جعلها تحقق نهضة، علمية، تربوية وتعليمية،فكرية وعمرانية في جميع فروع الاقتصاد الوطني،بكفالة وتبني فكر التصحيح ونهجه السليم ،فكان الاكتفاء الذاتي العنوان الأبرز لمناهل الزراعة ،وتطور مستوى الخدمات في الصناعة والتجارة ،وتقدم مشاريع البناء وحركة النقل ،فيما لامست الثروات الطبيعية وخدمات الكهرباء والمياه كل بيت من بيوت السوريين وكل حارة ومدينة ..
مرآة آذار انعكست تصحيحا مستمرا لمن أراد الالتفاف على الثوابت ، وفرض الاعوجاج وخطف بريق الانجاز ،تحت شعارات مضللة ممسوخة البنى والبنيان، حيث حاولت ان تنتقم بكل وحشية من مقدرات أبناء الوطن التي بنوها بعرقهم وصانوها بأرواحهم ودمائهم.
عين المجتمع – غصون سليمان