مجد الأوطان لا يبنيه إلا أبناؤه، وعزته لا يصونها إلا شرفاؤه، وما العطاء إلا شريان دافق في أوردته حيث يستحق أغلى التضحيات وأعلاها.
في قاموس السوريين الأصلاء لا مهادنة في معادلة الوفاء والحب، فالانتماء حالة متجذرة في الوجدان الشعبي ومحفورة في الضمير المجتمعي، وفلسفة الحب لا يوازيها سوى حالة الانصهار في عشق الوطن، ولنا في شهدائنا وتضحيات جيشنا وشعبنا الأبي آيات عبرة ومقالات تدرس.
اليوم ومع بدء العد التنازلي لممارسة الحق الديمقراطي والدستوري لانتخاب من يراه الشعب السوري مناسباً لتلبية تطلعاته وآماله وتحقيق رغباته فإن الحقيقة تشي وبكل وضوح لمن هو الأخبر والأقدر والأقرب إلى القلوب لمن كان معهم في السراء والضراء، لمن تحمل أعباء مضاعفة مع شعبه وجيشه، لمن تحدى بالإرادة والإيمان والثقة بالنصر، لمن كان مدرسة في المقاومة والصمود، وآزر أشقاءه وحلفاءه المخلصين وقت الشدة.
يجمع السوريون بكل نخبهم وفئاتهم من خلال آرائهم المتنوعة اليومية بأنهم مصرون على المشاركة في الاستحقاق الوطني وعلى أوسع نطاق، لأنهم ينتخبون وطناً ويربحون كرامة، وهم الذين ما اعتادوا يوماً على طأطأة الرؤوس ولا حني الرقاب.
فما يخطط له الأعداء ويضمرونه في التشكيك والتشويش وحرف الحقائق، ما هو إلا هباء منثور يذروه السوريون في عيونهم العليلة التي ما رأت غير الشر القهر والظلم وهي ترقص على أوجاع السوريين.
صوتنا أمانة سنودعه في صدر الوطن، وإلى موعدنا في السادس والعشرين من أيار منتصرون.
عين المجتمع – غصون سليمان