من يتلمس الأحرف النافرة لسياسة واشنطن العمياء في المنطقة خاصة في سورية.. تحاول أنقرة التهجية فتسقط في الفواصل الأميركية مع الأكراد في شرق الفرات .. وتكاد تنعدم الرؤية السياسية لوجهة الرئيس جو بايدن مع حلفائه قبل الخصوم ..فالمشكلة لم تعد في الخيارات الأميركية في المنطقة بقدر ماهي اليوم أزمة مصداقية ما بين البيت الأبيض والبيوت السياسية الحليفة لها التي طبخت بها واشنطن كل مخططاتها وتركتها و على نيران الانتظار تحترق بمن فيها.
ينتظر أردوغان غدر واشنطن بقسد وتترقب الأخيرة مصير أردوغان إذا هو اختار الذهاب في خطوة أخرى مع موسكو .. يراهن الإثنان على المحرقة الأميركية للحلفاء .. ومن سيكون الوقود ومن منهم سيتحول إلى دخان أولا .. وكلاهما أي أردوغان والانفصاليون تراودهما فكرة اللجوء السياسي للكرملن دون عقوبات أميركية.
قد يجد السلطان العثماني في مؤتمر سوتشي القادم بصيص أمل بأن يبقى على قيد الابتزاز السياسي لموسكو وطهران .. ولكن دبابة حضور الجيش العربي السوري على تخوم المشهد في إدلب تفسد خياله السياسي الذي شطح على امتداد حاجزه الإسمنتي من قرية السمرة السورية إلى إدلب هناك حيث اعتقد أردوغان أن بإمكانه صناعة سور احتلاله على امتداد الحدود مع جيرانه وإذا بأسواره من ورق يوم يقف على أطلال أحلامه فلا يرى إلا خسارة أوهامه ..والذاكرة ممتلئه بدءاً من أحلامه بالدخول إلى الجامع الأموي إلى فشله الأخير في الوصول إلى المنطقة وخاصة في ليبيا عبر جيش المرتزقة الذي شكله في إدلب.
حاول أردوغان أيضا التواجد في أفغانستان عبر طلبه المؤجل حماية مطار كابول ومصالح واشنطن هناك ..فاستفاق على رعب خروجه حتى من إدلب وسحب كل أوراق اعتماده الإرهابي …وإعطاء أميركا الصولجان السياسي لهيئة تحرير الشام كما سلمت أفغانستان لطالبان.
حلفاء واشنطن يسيرون على شفرة تقلبها وكما جر الرئيس الأميركي باراك أوباما حلفائه إلى منتج كامب ديفيد وهددهم بإسقاطهم كذلك قد يستجر بايدن أدواته في المنطقة إلى مقصلة سياسية ..لذلك وأكثر لاعجب إذا سمعنا صرخات الاستغاثة بموسكو من قبل أردوغان وغيره ..فالرمد السياسي أفضل من العمى وقراءة أحرف أميركا النافرة !.
من نبض الحدث – عزة شتيوي