“لا يحك جلدك مثل ظفرك” عبارة لم يقلها أحد من فراغ، بل هي نابعة من صميم التجربة والمعاناة ومبنية على حقائق ووقائع عاشها الأقدمون ونعيشها اليوم بكل تفاصيل الألم والأمل.
فمن لم ينفع نفسه ويعتني بها أولاً وأخيراً لا جدوى من اهتمام الآخرين به لأنها لا تدوم، فقرار المواجهة والنهوض على المستوى الشخصي والمجتمعي يبدأ من بناء الذات والاعتماد على النفس من خلال استثمار طاقات ومقدرات المجتمع التي يحتاجها الجميع من ابناء الشعب على مختلف الأصعدة.
سورية التي عانت ما عانته من مصاعب وويلات في ثمانينات القرن الماضي جراء الحصار الاقتصادي الظالم والجائر كي تغير من مواقفها وثوابها الوطنية والعربية لم تنحن امام كلّ تلك الضغوط بل اعتمدت سياسة الاعتماد على الذات كلّ من موقعه، مؤسسات وأفراد وفق خطط مدروسة بعناية اتجاه النهوض بالأولويات من زراعة وصناعة وتجارة وخدمات وتعليم وغيرها.
والأهم من كلّ ذلك هو شعار ربط الجامعة بالمجتمع ما جعل مدخلات العمل التنموي هي مخرجات قابلة للتطبيق والتنفيذ على مساحة واسعة من جغرافية الوطن، وشيئاً فشيئاً وصلنا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي لغالبية السلع والمواد مع فائض للتصدير.
وإذا ما قارنا بين الأمس واليوم نجد ان ما تواجهه سورية من تحديات في هذه الظروف تفوق عشرات الأضعاف مما كانت عليه سابقاً، فالمعركة كانت أكثر من معقدة وشرسة على مدى السنوات العشر من عمر الحرب العدوانية، وخلٌفت وراءها ركاماً من القهر والتعب والوجع، ما يستدعي منا كسوريين شحذ الهمم والعمل بأقصى جهد، ومسؤولية وطنية لإعادة الإعمار بشكله الصحيح مادياً ومعنوياً، فثوب الوطن وردائه وحده من يدفئ ويطعم، وحده من يدوم بكامل أعضاء الجسد السوري لطالما بقيت الركائز قوية.
عين المجتمع- غصون سليمان