تخلق الفكرة لديك حين تأتي من حقولها المعرفية الحقيقية، ألف معنى ومعنى….لا تفقدك ذاتك وسط جولات الكتب الفذة اللانهائية فقط، بل وكلما وجدتها ثانية وأنت تعبر الصفحات منتقلاًبين مكان وآخر…تبدو لك مختلفة، أكثر عمقاً وثراء…
لا يمكن لأي تجربة واقعية أن تفقدك ملامحك بسهولة، ولا يمكن لكل تلك الضحالة التي نغرق بها، أن تفقدك وعيك أو تجرك خلف غبار من أوقات لا يتبقى منها في النهاية إلا بعض اللحظات المعرفية والمتخيلة التي نقلتك إليها كل تلك الأوراق الصفراء…على عكس الشاشات اللامعة التي تعطيك مجرد صور تمر من أمامك آنياً، ثم بالكاد تلاحق ملامحها….
كل تلك المعاني المكتنزة…لأفكار متلاحقة …والأيام المنيرة بفضل عمق كلمات كتبت وهي تقارب ظروفنا..كأنها تعطيك مفاتيح تعلن مدى حاجتنا لحلم يقينا شح أيامنا ونحن نلسع من أزمات تتلاحق…
ولكن كلما أغلق باب…هاهي تفتح أبواب…
مكتبة الأسد الحاضر الأزلي على ثقافة لن تخبو يوماً… تفتح أبوابها على أوسعها حتى السادس من الشهر الحالي، لنعيش ضمنها أجواء يتلاقى فيها إبداع له مذاق مختلف في معرض الكتاب السوري، الذي يتيح الفرصة أمام حوالي خمسين دار نشر كي تعرض نتاجها ضمن مهرجان ثقافي حفل بحفلات توقيع لكتاب سوريين، وعروض سينمائية وندوات ….
كل هذا الزخم الثقافي الذي نعيشه اليوم عبر معرضنا، يحيلنا نحو فضاء معرفي، صحيح أنه ينفتح على حاضنته الثقافية وسط دمشق، ولكن ستبقى بذوره بانتظار أن تخفق الرايات مع معرض جديد…سيضاف إلى كل تلك الأوقات التي تعلن بين فترة وأخرى…أن بلدنا طالما تمتلك كل هذه الروح ستبقى حضارتها ماحييت عصية على الكسر..!.
رؤية – سعاد زاهر