الثورة أون لاين – تحقيق – سهى درويش:
أنين أصوات المولدات في عامها السابع شكل حالة تلوث سمعي غير معلنة حالياً في حلب، وعلى الرغم من ألم المواطن الداخلي نتيجة الارتفاع المتواتر لسعر الأمبير واضطراره لوجوده فأثره على صحته قد يكون أكبر مستقبلاً.
فمدينة حلب ومنذ عدة سنوات غزت شوارعها مولدات كهرباء عملاقة تنفث دخاناً يلوث الهواء ومكان توضعها، وقليل أعداد المولدات التي لا نشاهد الأوساخ والزيوت المسالة والشحوم والمازوت محيطة بموقعها، فماذا عن واقع مولدات الأمبيرات وما شروط الحصول على موافقة الترخيص.
* منح الرخص والرقابة..
وأمام ما نشهده من هذا التلوث المجهول النتائج حالياً التقينا العديد من الجهات المعنية عن تواجدها، حيث أوضح المهندس “أحمد رحماني” نائب رئيس مجلس مدينة حلب أن دور المجلس يقتصر بالرقابة على منح رخصة إشغال الرصيف، وهناك لجنة لدراسة الشكاوى المتعلقة بتوضعها أو صوتها والدخان الذي يصدر عنها، إضافة لنظافة ماحولها، وفي حال مخالفة أصحاب المولدات للشروط يتم إنذارهم ومع عدم الاستجابة يتم سحب الرخصة.
وأضاف “رحماني” أن أصحاب المولدات ملزمون بتركيب كاتم للصوت وصيانة المولدة بشكل دوري، كاشفاً أن عدد المولدات المرخصة في مدينة حلب يبلغ /٩٢٢/ مولدة.
* رقابة توصيفية..
مديرة البيئة في حلب المهندسة “خلود عويد” رأت أن التلوث السمعي الصادر عن المولدات أخطر على صحة المواطنين من التلوث البيئي، حيث تشغيل المولدات يعتمد على حرق مادة المازوت وهي مادة تحترق بشكل كامل ولا تصدر مواد ملّوثة للبيئة كمادة الفيول التي ينبعث منها الكبريت والآزوت، مضيفة أنه من المفروض صيانة المولدات بشكل دوري لتتم عملية الاحتراق بشكل كامل وغير مؤذٍ للبيئة ،كما تلعب نوعية المازوت ومدى تصفيته دوراً في ذلك كي لا يسبب وجودها بأضرار صحية.
وأكّدت مديرة البيئة أنه لا دور للمديرية على عمل المولدات، ودورها توصيفي لشرح المشاكل البيئية التي قد تنجم.
وأخيراً “الرمد أفضل من العمى ”
لم نتوصل إلى رأي طبي يؤكد أو ينفي مخاطر التلوث الناجم عن المولدات على صحة الإنسان، فالحالة استثنائية لم تعط أهمية في الدراسة الطبية أو جهة رسمية، أو ربما أن حاجتها أخفت عيوبها، و”الرمد أفضل من العمى” حيث لا أحد ينكر أن وجود هذه المولدات خلال سنوات الحرب الإرهابية على مدينة حلب والتدمير الممنهج للمنظومة الكهربائية قد كانت حلاً مجدياً لتوفير الكهرباء، ومايزال وجودها حالة ضرورية في ظل قلة ساعات التغذية الكهربائية والانقطاع الطويل، وقد يكون لوجودها منافعه الكبيرة أمام البقاء في حالة الظلام، رغم ارتفاع سعر بدل خدمتها، حتى أصبحت مضرب المثل في باقي المحافظات، ولكن البعض من المولدات إن لم تكن معظمها لا يتم صيانتها بالشكل الأمثل ومع ارتفاع تكلفة الصيانة والتصليح والمازوت أصبحت الأعباء أكبر، وما نتمناه أن نستمر في إيجاد حلول بديلة أكثر نجاعة وأقل تكلفة وضرر نحافظ فيها على البيئة والصحة بعيداً عن مخاطر محتملة مستقبلاً.
تصوير: خالد صابوني