الثورة أون لاين – غصون سليمان:
تحديات بالجملة واجهها المجتمع السوري ومازال على جميع المستويات وهو الذي بنى إرثا عظيماً وصروحاً عملاقة، شيَّد من خلال مسيرة تصحيحه التنموية لعشرات السنين مرافق لاتعد ولاتحصى من البنى التحتية وكل مايدعم مقومات التقدم والحضارة من الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة والخدمات والمرافق العامة، وتطوير بنية الصحة والثقافة والتعليم، وربط الجامعة بالمجتمع.. ما ساهم ببناء دولة المؤسسات التي تمكنت أن تجعل من سورية دولة عصية على كل الرهانات والمتاجرات برأس المال البشري الوطني، الذي صاغ من نبضه وعلمه وعمله وقيمه مساراً رصيناً من القدرة على تخطي الحواجز والصعاب، وشق طرقات التفاضل الفكرية والمعرفية لبناء الإنسان السوري المعطاء الذي راكم بوعيه وأصالته خلاصة التجارب والخبرات المستقاة من طاقات وقدرات وكفاءات أبنائه من خلال نهج فكر حزب البعث العربي الاشتراكي، وحكمة القائد المؤسس القائد الخالد حافظ الأسد، الذي دعم المدرسة النضالية لسورية، وحصَّنها وجعلها في مقدمة البلدان ومحور نشاطها وتفاعلها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
اليوم وبعد عشر سنوات من حرب عدوانية لامثيل لها على شعبنا ووطننا، لم يستكن هذا الشعب الذي يتابع بناء صروح منجزات الحركة التصحيحية المجيدة، حيث كان للمؤسسة العسكرية والأمنية وجميع المؤسسات الإنتاجية والخدمية والاقتصادية الدور الأبرز في التصدي لأشكال العدوان ودحر الإرهاب و أدواته التي عاثت فساداً في أرجاء الأرض السورية.
لقد استطاع الجيش العربي السوري والشعب المقاوم الصابر على تضحيات شهدائه وجرحاه ان يغير معادلة الصمود والتصدي لصالح الوطن ليبقى مسار التصحيح قوة وسنداً لأركان بنائه ودعائم قوته.
لقد حاول خبثاء العصر ان يضللوا المفاهيم، ويغيروا المصطلحات، ويتاجروا بالشعارات، ويسوقوا الأوهام التي فعلوا من أجلها الكثير لزعزعة عوامل استقرار المجتمع السوري الذي انتقل من الحاجة إلى الوفرة والاكتفاء الذاتي.
إلى أن فعلت الحرب الهوجاء فعلها ومزقت مامزقته من رداء الستر وثوب العافية انتقاماً من شعب أراد الحياة على طريقته التي حفظت كرامته وساهمت بامتلاكه زمام المبادرة والحضور على جميع المستويات..
إن ذكرى قيام الحركة التصحيحية هي جسر الحضور الآمن للعبور نحو مستقبل نرسمه بعيون أطفالنا وأبنائنا.. وإبداعات شبابنا وهمة رجالنا الأبطال الذين حفظوا بوابات الوطن وصانوا وحدة الأرض والعرض