الثورة أون لاين – فردوس دياب:
تسكن الأحداث الكبرى التي تساهم في إعادة بناء الإنسان ثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً، تسكن في وجدان الشعوب، وتظل حية مهما طال الزمن لأن نبضها يخفق في شرايين الحاضر والمستقبل.
الحركة التصحيحية المجيدة لم تكن بالنسبة للشعب السوري حدثا عابراً، بل كانت وما تزال حدثا استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لأنها أعادت صياغة وتثبيت القيم الوطنية والأخلاقية، وقامت برسم وتحديد معالم الطريق لمستقبلهم.
لقد اهتم التصحيح بكافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية، فبنى الإنسان والمعمل والمصنع والمشفى، وغرس في نفوس الأجيال أسمى القيم والمبادئ وأجلّها، خاصة قيم العطاء والفداء والتضحية والبطولة والشهادة، وهي القيم التي كانت السلاح الأمضى للشعب السوري في هذه الحرب الشرسة ضد وحوش الإرهاب والدول الداعمة لها.
لقد واكبت الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد كل مناحي الحياة، واهتمت بأدق التفاصيل التي من شأنها أن تنهض بالواقع الاجتماعي والمعيشي والإنساني للمواطن السوري، ولعل أهمها مكافحة الجهل والتخلف والاهتمام بالتعليم والعلم، كما نالت الأسرة في ظل الحركة التصحيحية المجيدة الكثير من الاهتمام والرعاية، وضمن مؤسسات وتشريعات قانونية تحفظ وتضمن حقوقها ومطالبها، كما كان الاهتمام بالمرأة ورفع شأنها وإعلاء مكانتها من أبرز عطاءات التصحيح الذي أعزها وصان كرامتها وحقوقها وهي التي كانت في تلك الفترة ضحية للجهل والتخلف والعادات والتقاليد البالية، حيث أعطتها الحركة التصحيحية حقها في العلم والرأي وتقلد المناصب والترشح للانتخابات، فأصبحت المديرة والسفيرة والوزيرة والطبيبة والمهندسة والمعلمة والصحفية والضابط والعضو في مجلس الشعب، وصولاً إلى نائبة للرئيس في وقتنا الحالي.
لقد انطلق التصحيح من اهتمامه بالمرأة من دورها المحوري والإنساني والتربوي الهام والكبير في المجتمع، وكذلك من منظار التكاملية المجتمعية لجهود جميع أبناء الوطن ذكوراً وإناثاً، لاسيما وأن المرأة السورية هي صاحبة التاريخ المشرِّف والغني بالبطولات والنضالات والتضحيات والملاحم والمواقف الوطنية والقومية والعروبية التي كانت تعكس إحساسها العالي بالمسؤولية الأسرية والوطنية وشعورها الكبير بالانتماء لأمة عريقة ووطن عزيز، ولعل البطولات والتضحيات التي قدمتها المرأة السورية خلال الحرب التي تشن على سورية منذ نحو عشر سنوات تؤكد هذه الحقيقة، وتؤكد أيضاً تلك النظرة الثاقبة للقائد الخالد حافظ الأسد حيال أهمية ودور المرأة السورية.، وهي ذاتها النظرة اليوم التي يعمل على تطويرها وإنجاز مقوماتها السيد الرئيس بشار الأسد قائد مسيرة التطوير والتحديث