الثورة – تحقيق سلوى إسماعيل الديب:
هل من نهاية لانتشار فيروس كورونا؟ ما دمنا لا نعرف نهاية لهذا الوباء ما الحلول لتستمر الحياة بشكل صحي بحيث لا يؤثر على العملية التعليمية وعلى تحصيل أبنائنا.
في ظل معاناتنا من هذا الوباء ومضي عدة أشهر للعام الدراسي نطرح أسئلة مشروعة في موضوع تطبيق البرتوكول الصحي في مدارس حمص، وهل يتم اتباع تعليمات الصحة المدرسية، وماذا عن اللقاح وهل تلقاه الكادر التدريسي ، أم مازال التخوف منه والنظرة السلبية اتجاهه.
في جولة للثورة على عدة مدارس في محافظة حمص حاولنا إلقاء الضوء والاطلاع على تلك الإجراءات على أرض الواقع وإضافة العديد من اللقاءات لنستوضح الأمر:
*تخوف المعلمين من اللقاح..
أشارت إحدى المدرسات من خوفها من تلقي اللقاح بسبب الشائعات الكثيرة في الشارع، من احتمال فقدان البعض حياتهم بعد أخذه، أما مدرسة أخرى فأكدت بأنها تنوي أخذه لكن الكسل هو ما يمنعها من الذهاب إلى أحد مراكز تلقي اللقاح.
وأكدت”سعدية الزمتلي ” مديرة مدرسة الشهيد “إياد كامل حرفوش”، أنهم يطبقون البرتوكول الصحي في المدارس من خلال تطبيق تعليمات الصحة المدرسية، تقوم المشرفات الصحيات بالمسح الحراري ونظراً للأعداد الكبيرة نقوم بأخذ عينات، وعند الاشتباه بوجود حالات نقوم بأخذ الإحصاء اليومي للغياب وعند تكرار غياب أحد الطلاب، نتواصل مع الأهل، واحيانا نعرف بالصدفة أنه يوجد في إحدى العائلات إصابة كورونا، وأصبح معلوماً أن الطفل ناقل للفيروس دون أعراض، نخبر الصحة المدرسية ونقوم بمراقبة الطفل والشعبة الصفية، ونراقب حرارته، وفي حال ارتفاع حرارته، نعطيه إحالة لمراجعة الصحة المدرسية، وأي طفل نشتبه بإصابته نتواصل مع أهله للعناية به وعدم إرساله للمدرسة حتى يتعافى، ونعمل بشكل يومي بتنظيف المدرسة وتعقيمها، ويقع على عاتق المستخدمين عبء كبير، ويتابع الأمر المشرفات الصحيات، ويقمن خلال حصص الفراغ بإعطاء التلاميذ دروس تثقيف صحي.
*ندوات صحية..
وأضافت “الزمتلي”: وقد جاء من دائرة الصحة المدرسية الدكتور “غياث عباس” وأقام ندوة صحية للمدرسات، أوضح من خلالها ضرورة اللقاح وعدم الانسياق خلف الشائعات، وأكد أن اللقاح آمن ويعطي الحماية للأشخاص، مثله مثل اللقاحات الدورية للأطفال ، فكيف نستطيع إعطاء أطفالنا هذا اللقاح وكلنا ثقة به، بينما لا نؤمن على أنفسنا من اللقاح، فتشجع بعض المدرسين لأخذ اللقاح بعد الندوة ، وقد أخذت اللقاح ونائبتي وعدنا للدوام بنفس اليوم، والأعراض بعد اللقاح بسيطة وتعالج بحبة سيتامول.
*تعليق الدوام خطأ كبير..
وتابعت قائلة: يطالب البعض بتعليق الدوام وأنا ضد هذا الأمر ونحن في الميدان، لماذا نرى الازدحام في المدارس ولا نراه في المقاهي بوجود الأراجيل ووسائل النقل..
في المدرسة على الأقل جو صحي وتهوية المدارس جيدة، أنا ضد رمي أطفالنا في الشارع وإغلاق المدارس، فعندما يتغيب الطفل المريض عن المدرسة أسبوع يمكن تعويضه، مثله مثل أي مرض آخر، وكثيراً ما نسمع عن شخص مات بقرصة نحلة أو بعملية جراحية بسيطة كالزائدة الدودية، فهذا الأمر يعود لمناعة الشخص، وغير مقبول ربطه بأخذ اللقاح.
*حاجة ملحة لإعداديات الذكور..
وتحدثت الموجهة السابقة “زينب رضوان” في مدرسة “سعيد بن العاص” عن الوضع الصعب لإعدادية للذكور من كثافة العدد، وقالت: المشكلة تكمن في عدم اعتراف الطلاب والأهل بالإصابة مما نتج عنه نقل الفيروس للمدرسين، ورغم ذلك لم نقم بإغلاق المدرسة وتابعنا دوامنا وعملنا على توعية الطلاب عن طريق المشرفة الصحية والموجهات، والطالب الذي يشعر بأنه متعب يبتعد عن زملائه ويرتدي كمامة، ولا يأكل ولا يشرب معهم، ولا يوجد إجراءات عزل بسبب إنكار الطلاب ونحن ككادر إداري، لا نعلم بوجود إصابة في الشعبة الصفية إلا عند إصابة إحدى المدرسات أو إحدى المرشدات الصحيات، ولكن في بعض الأحيان لا يمكن حصر الإصابة لأن تعاملنا مع الطلاب في الشعب الصفية وفي الباحة، مما يضطر العديد من المدرسين لأخذ إحالات صحية.
*استجابة المدرسين ضعيفة..
وتحدثت مديرة مدرسة عكرمة المخزونة “لينا إبراهيم” عن استجابة المدرسين الضعيفة للحصول على اللقاح، بسبب شائعات الشارع التي لا تنتهي من تخويف وتهويل، وقد أخذت اللقاح دون ظهور أي أعراض، أما بما يتعلق بالطلاب، فنقوم بتعقيم المدارس، ومتابعة الطلاب بغسل يديهم بالماء والصابون عند الخروج من الحمامات، مع التوعية المستمرة للطلاب، بأن تكون الحلقة مقطوعة بين الوجه واليدين، وأن يحاول الطالب عدم لمس وجهه ، فهي منافذ دخول الفيروس للجسم.
*إغلاق المدارس ينعكس سلباً..
أما مديرة مدرسة “حكمت نديم مبارك” “سلاف طراف” فقالت بأنها حصلت على اللقاح وإنه كان لديها في العام الماضي أربع حالات إصابة كورونا، وأنها قد أصيبت العام الماضي بالكورونا وتعافت، ولديها في المدرسة العديد من حالات الاشتباه في الكورونا، وأضافت: نحن نتيجة ما ضاع على الطلاب من تحصيل علمي خلال العامين الماضيين نتمنى عدم إيقاف المدارس لأن الدروس التي تذهب على الطالب لا يمكن تعويضها حتى من خلال تعويض الفاقد التعليمي، ونحن لا نستطيع إيقاف الحياة، والحل هو الوقاية بارتداء الكمامات والتعقيم.
* لا تستدعي دخول المشفى..
مدير دائرة الصحة المدرسية في حمص الدكتور “غياث عباس” أجابنا عن بعض التساؤلات قائلاً: نحن حالياً ضمن الذروة الرابعة لفيروس كورونا والواضح أن الخط البياني في تصاعد بالنسبة للمنحنى الوبائي لإصابات الكورونا، وللأسف يتزايد العدد في الإصابات ونتمنى أن تتسطح قريبا، ونحن اليوم في محافظة حمص لا زلنا في الذروة والإصابات ضمن الكادر التعليمي والطلاب لازالت بين الخفيفة والمتوسطة، لم تستدع دخول المشفى، وأغلب الطلاب عادوا للدوام بعد الشفاء بشكل كامل، وفي حال اكتشاف إصابة لدى أحد الطلاب، نغلق الشعبة لمدة خمسة أيام وقد أغلقنا حتى الآن 17 شعبة من بداية العام الدراسي، بسبب ظهور إصابات فيها، وخلال هذه المدة إذا لم تظهر الأعراض يعود الطلاب للدوام، ويقوم أحد أطباء الصحة المدرسية بزيارة المدرسة، وفحص الطلاب وإجراء مسح حراري للطلاب.
* معلومات مغلوطة..
وتابع د.عباس: لم يصل عدد الإصابات بأي مدرسة لدرجة إغلاقها حتى الآن، وتخوف المدرسين من اللقاح غير مبرر، وقد استشفينا من خلال الندوات والمحاضرات أن سبب تخوف المدرسين يعود للمعلومات المغلوطة عن اللقاح التي وردت على مواقع التواصل وقد قمنا بالتوعية من خلال اللقاءات والنداءات عن أهمية اللقاح وفوائده، علماً أن اللقاح متوفر ويكفي كافة المدرسين في المحافظة، لكن للأسف الإقبال قليل عليه، وقد كررنا دائماً أن اللقاح آمن، وأن الأشخاص القائمين على اللقاح هم أكاديميون وباحثون مختصون، ونحن في سورية لا يمكن أن يصلنا لقاح فاسد أو منتهي الصلاحية منذ عشرات السنين، واللقاحات، دائما فعالة بدليل أننا لا نتردد بأخذ أطفالنا لأخذ اللقاح مطمئنين مع أنها تأتي من الخارج، وهي من أجود أنواع اللقاح في العالم، وكل أنواع لقاحات الكورونا ذات فعالية حتى المتحول الجديد دلتا لقاح فعال، ولا يوجد لقاح في العالم فعاليته 100%، واللقاح فعال بنسب معينة ولا يمنع من ظهور إصابات معينة وهو يخفف من حدة الإصابة ويحمي من الإصابة القاتلة والشديدة ومن دخول المشفى والحاجة للمنفسة، فأنا أدعو جميع المعلمين لأخذ اللقاح لحماية أنفسهم بالدرجة الأولى ولقطع سلسلة العدوى، في حال استمرينا على هذه الحال ودون أخذ اللقاح بهذا الاستهتار والتراخي في البلد سنقع في مشاكل لا نعرف إلى أين سنصل مع إمكانية ظهور فيروس متحول جديد لا تجدي معه هذه اللقاحات، فاللقاح فعال وآمن ومجان، وهناك إجراءات مبسطة جداً للمعلمين، حيث اللقاح مباشر من المركز دون دخول أي منصة.
*التمييز بين اللقاحات ترف..
إن التمييز بين اللقاحات من حيث مصدرها فيه نوع من الترف في هذه الظروف واللقاح الأفضل هو اللقاح الذي تصل إليه أو يصل إليك المهم أخذ اللقاح، ولجميع اللقاحات نفس الفعالية ولها أعراض جانبية مؤقتة تتراوح بين يومين وثلاثة بين ارتفاع حرارة وألام ممكن عضلية ووهن بالجسم، وألم في الذراع، أما كلام الشارع بأن اللقاح ينقل الفيروس هذا الكلام غير دقيق، عند اللقاح يتم الحقن بفيروس مضعف أو مقتول، أو بروتين من الفيروس ولا يتم الحقن بفيروس حي، وهو لا يسبب إصابة وإنما مجرد أعراض جانبية مؤقتة، واللقاح الروسي متوفر للكادر التعليمي لمرة واحدة وحصانة هذا اللقاح بين ستة أشهر وسنة، والجرعة الوحيدة الهدف منه تأمين أكبر عدد من المعلمين لأخذ اللقاح، وأتمنى عدم الالتفات للشائعات في مواقع التواصل، فقط أخذ المعلومة الصحيحة من موقع وزارة التربية وزارة الصحة ونحن كصحة مدرسية ليس لنا مصلحة بإخفاء أي معلومة عن كوادرنا لا من حيث الأرقام أو غيرها .
*عدد الإصابات مقبولة..
بلغ عدد الإصابات منذ بداية العام وحتى الآن بين الكادر التدريسي والإداري 491 والإصابات بين الطلاب 80 إصابة على مستوى المحافظة، ويعتبر هذا الرقم مقبولا عندما نتحدث عن آلاف الطلاب ومئات المدرسين، فلدينا في حمص 1300 مدرسة وعدد المدارس التي سجل فيها إصابات 252 أي لدينا أكثر من ألف مدرسة لم يسجل فيها إصابات ،قمنا بإغلاق 28 شعبة صفية، وهذا الأمر جيد ولسنا بوارد إغلاق أي مدرسة، لأننا في وقت أحوج به ليكون طلابنا خلف المقاعد الدراسية ، ولا يحدث أي تسرب لأننا جميعاً نعلم خلفية هكذا قرار والإصابات توزعت بين الريف والمدينة ولكنها تركزت في المدينة، أدعو مرة أخرى من خلال منبر صحيفة الثورة المعلمين لأخذ اللقاح ، ليتحقق لدينا المناعة
الجماعية، وتتحقق بطريقتين: أما أن يحصل 70% من السكان على المناعة بعد الإصابة بالكورونا ولكنها مناعة هشة ممكن أن تنكسر بأي لحظة لا تستمر طويلا ، أما المناعة الجماعية الحقيقية تنتج عن اللقاح .