الثورة – فؤاد مسعد:
يُعرض في رمضان القادم الجزء الثاني من (حارة القبة) المسلسل الذي تم الانتهاء مؤخراً من تصوير جزئه الثالث، ومن المُنتظر تصوير الجزء الرابع منه في النصف الثاني من العام الحالي، وهو من إخراج رشا شربتجي وتأليف أسامة كوكش، ويتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية والإنسانية ضمن حكاية شعبية تجري أحداثها في ظل السفر برلك وما بعده. حول الجزء الثاني الذي سيكون حاضراً على الشاشة في الشهر الفضيل يعد الكاتب أسامة كوكش الجمهور أن يكون أكثر تشويقاً وعمقاً من الجزء الأول، مفضلاً عدم كشف خيوطه لتتم متابعتها بشغف أكبر.
مشيراً إلى الفرق بين هذا العمل وأعمال أخرى تدور أحداثها ضمن البيئة الشامية، يقول: (هناك فرق إلى حد ما، فرغم أن أحداث “حارة القبة” تجري في دمشق إلا أنه ابتعد حتى الآن عن مفردات الحارة “العكيد، الزعيم، العضاوات..” ولكني لست ضد تلك الأعمال فلها عشاقها والناس يحبون البطولة والعكيد والزعيم وهو أمر طبيعي وموجود، فهناك روبن هود وما يشبهه، ولكن “حارة القبة” دخل عبر أحداثه إلى المنازل بشكل أكثر حتى إن معظم صراعاته تجري حول الأسرة وداخلها بعيداً عن صراعات الزعامة والسلطة في الحارة. وبالتالي الفرق في الفكرة أحدث فرقاً في المعالجة والحوار).
تم منذ البداية الإعلان عن خمسة أجزاء للعمل ولكن في تصريح لافت للكاتب مؤخراً جاء فيه أن المشروع مستمر طالما النجاح مستمر، ما يشي أن العمل قد يكون أقل أو أكثر من خمسة أجزاء، عن ذلك يقول الكاتب أسامة كوكش: بما أن العمل شامي فموسم عرضه هو شهر رمضان، والخطة منذ البداية إنجاز خمسة أجزاء ، إلا أن هذا لا يعني استمرار الأجزاء في حال وجدنا أن حظوظ العمل تراجعت، ولكن الخطة وضعت للأجزاء الخمسة كأفكار وحكايات وخطة عمل، أما ما بعدها فالأمر بحاجة إلى دراسة عميقة ومستفيضة، فإن كان لدينا ما نرويه بمستوى النجاح نفسه الذي روينا فيه الأجزاء الخمسة الأولى (بفرض حققنا النجاح) نحن مستمرون، وفي حال وجدنا أنه ليس لدينا هذا الزخم أو المخزون الذي يجعلنا نروي حكاية ناجحة عبر أجزاء قادمة سنتوقف.
وعمّ حكم تطور الشخصيات وإن كان لتفاعل الجمهور معها دور في ذلك، يؤكد كوكش أن تطورها محكوم أولاً بالسرد العام للحكاية عبر الأجزاء الخمسة، يقول: (تفاعل الجمهور له دور كبير ولكنني ملتزم قبل كل شيء بالحكاية وبناء عليها هناك شخصيات تخرج وأخرى تدخل، فالخط الذي نتبعه نحن صنّاع العمل، وأقصد المنتج هاني العشي والمخرجة المتألقة رشا شربتجي، أولاً الحكاية ومن ثم الشخصيات، فإن شعرنا أن الجمهور أحب إحدى الشخصيات ذلك لا يعني أن نحرف مسار الحكاية لصالحها).
وفيما يتعلق بالاعتذارات الثلاثة التي حصلت مع بداية تصوير الجزء الثالث يقول: لم نكن نتمنى أن يعتذر أحد مهما كان حجم دوره ولكن حكمت الظروف في ذلك، وهي مسألة لها علاقة بافتقارنا لتقاليد مهنة حقيقية وقوانين ناظمة لها تضمن حقوق المُشاهد بأن يرى ما يتوقع، فمما لا شك فيه أن تغيير الممثل خاصة إن كان دوره فاعلاً وأساسياً سيؤثر على الدور وهو أمر ليس لصالح العمل.
وحول قدرة الكاتب من خلال النص على تحفيز المخرج والممثلين ليقدموا الجديد والمختلف، يقول: الكتابة مثل أي مهنة لها أسرارها، ربما الفرق بينها وبين المهن الأخرى أن لكل كاتب أسراره التي يعتبرها صندوقه الأسود الذي يغري به المخرج والممثلين ليقدموا أفضل ما لديهم، وبالنسبة إلي فإنني أحاول معرفة ما الذي يستفز أو يحمس شغف المخرج وألعب على هذا الوتر، ففي (حارة القبة) بت أفهم كيف يتألق الإبداع لدى المخرجة رشا شربتجي فأسعى إلى تحريك هذا الشغف الكبير الذي لديها، وعلى صعيد الممثل الحقيقي المبدع فالدور المركّب المعقّد والنص الذي يحوي تحدياً لإمكانياته يستفزه، والسعي دائماً أن يتحدى الممثل نفسه ليقدم أفضل ما لديه.
السابق
التالي